قبل أن تنزل حمام السباحة هذا الصيف..تعرف علي الكائنات التي تسبح معك

مع دخول الصيف، تزداد رغبتنا في قضاء ساعات ممتعة في حمام السباحة، سواء العامة أو الخاصة، لكن، رغم الفوائد الصحية الكبيرة للسباحة، قد تخفي المياه الزرقاء الصافية أسرارًا غير مريحة – من طفيليات قديمة إلى بكتيريا عنيدة، وربما أكثر من ذلك بكثير.
من أول حمام سباحة إلى أول عدوى
السباحة واحدة من أقدم الهوايات البشرية، حيث تعود أقدم حمامات السباحة المكتشفة إلى حضارة وادي السند عام 3000 قبل الميلاد، وفقًا لتقرير “BBC”، ولكن مع انتشار حمامات السباحة في القرن التاسع عشر، بدأت المخاوف الصحية بالظهور، ولا تزال قائمة حتى اليوم.
رغم الاعتماد على الكلور كمطهر فعال، يبقى حمام السباحة بيئة مثالية لتكاثر بعض الكائنات الدقيقة إذا لم تُدار بشكل صارم.

العدو الأول: طفيلي الكريبتوسبوريديوم
وفقًا لدراسات حديثة، تُعد حمامات السباحة السبب الأكثر شيوعًا لتفشي الأمراض المعوية المنقولة بالماء في إنجلترا وويلز خلال السنوات الـ25 الماضية، ويُعد طفيلي الكريبتوسبوريديوم المسبب الرئيسي لها.
تحدث العدوى عند ابتلاع كميات صغيرة من المياه الملوثة، والتي قد تحتوي على فضلات بشرية من شخص مصاب، حتى لو لم يظهر عليه المرض. هذا الطفيلي مقاوم بشدة للكلور ويمكنه البقاء في المياه لأكثر من أسبوع.

ما الذي نبتلعه أثناء السباحة؟
دراسة أجريت عام 2017 وجدت أن السباحين من البالغين يبتلعون نحو 21 مل من ماء حمام السباحة في الساعة، بينما يبتلع الأطفال نحو 49 مل – ما يعني أن فرص التقاط العدوى ليست قليلة، خاصة في أوقات الذروة.
كما أن البكتيريا مثل الستافيلوكوكس، والفطريات التي تسبب التهابات جلدية، قد تعيش على الأسطح الرطبة في غرف تبديل الملابس. وهناك أمراض مثل "أذن السباح" التي تحدث نتيجة بقاء الماء في الأذن لفترات طويلة.

الكلور: بطل صامت أم خطر محتمل؟
الكلور فعال ضد أغلب البكتيريا والفيروسات، لكنه يكوّن مادة تُعرف بـ"الكلورامين" عند تفاعله مع العرق والبول، وهي ما يُسبب الرائحة القوية في بعض المسابح، واستنشاق الكلورامين قد يؤدي إلى تهيج العين والحلق، وربما الربو عند التعرض المستمر، بحسب بعض الدراسات.
السباحة في الطبيعة.. هل هي أكثر أمانًا؟
البعض قد يظن أن السباحة في البحيرات أو الأنهار بديل أكثر طبيعية، لكنها تحمل مخاطر أيضًا، مثل المياه الملوثة بمخلفات حيوانية أو صرف صحي غير معالج.

كيف تسبح بأمان؟
- الاستحمام قبل السباحة: يقلل من انتشار العرق والبكتيريا.
- تجنّب ابتلاع الماء: يقلل فرص الإصابة بالأمراض المعوية.
- الخروج الفوري عند حدوث تلوث: مثل حوادث التقيؤ أو التلوث البرازي.
- مراقبة جودة المياه: خاصة في المسابح العامة، من حيث الكلور ومستوى الحموضة.