عاجل

الطالبة ملك سويلم.. فتاة ذات فرشاة صغيرة تحلم بعالم كبير

صورة الطالبة
صورة الطالبة

تخط بأناملها الصغيرة تفاصيل لوحات تنبض بالحياة، وترسم بعين الفنانة رغم صغر سنها عوالم لا يراها سواها.. إنها ملك سويلم، فتاة دمياطية تبلغ من العمر 15 عامًا، تميزت بموهبة فنية لافتة في مجال الرسم، واستطاعت خلال سنوات قليلة أن تضع لنفسها اسمًا بين المواهب الشابة الواعدة في المحافظة.

ملك، الطالبة بالصف الأول الثانوي، تقيم مع أسرتها في مدينة الزرقا،  ورغم التزاماتها الدراسية الكثيرة، لم تتخلَ يومًا عن هوايتها المفضلة، بل على العكس، كانت تجد في الرسم ملاذًا خاصًا تهرب إليه من ضغوط الحياة، وتعبر من خلاله عن مشاعرها وأحلامها وتطلعاتها.

تقول ملك: "بدأت أمسك القلم وأرسم وأنا في سن السابعة، في البداية كانت مجرد رسومات بسيطة من وحي خيالي أو من كرتون أشاهده، لكن مع الوقت بدأت أطور نفسي، وكنت أعيد رسم أي شيء تقع عليه عيني: مناظر طبيعية، وجوه أشخاص، وحتى مشاهد من الشارع المصري".

وتضيف: "لم أتعلم في مركز متخصص، لكني اعتمدت على الملاحظة، وتقليد اللوحات الفنية العالمية، ومع الوقت أصبحت أضيف بصمتي الخاصة على كل رسمة، حتى صار ليا أسلوبي المختلف".

ما يميز أعمال ملك هو قدرتها على تجسيد الأحاسيس في ملامح وجوه الشخصيات التي ترسمها، فهي لا تكتفي برسم التفاصيل فقط، بل تحرص على أن تكون كل لوحة تحمل رسالة أو إحساسًا معينًا. كما أنها تفضل استخدام الألوان الزيتية والخشب، وتبرع في رسم البورتريهات والمناظر الطبيعية.

أحلام كبيرة وطموح لا يتوقف

رغم صغر سنها، تمتلك ملك رؤية واضحة لمستقبلها، وتطمح في أن تدرس الهندسة وتؤكد أنها لا تكتفي بأن تكون رسامة موهوبة، بل تحلم بأن تعرض لوحاتها يومًا ما في معارض عالمية.

وتقول بابتسامة خجولة: "نفسي أدرس الفن صح، وأشارك في معارض برة مصر.. نفسي الناس تشوف شغلي وتحب طريقتي.. وأنا مؤمنة إن ربنا هيحقق لي ده لو فضلت أشتغل وأتعب".

ملك ليست وحدها من يحمل هذا الحلم، بل إن كثيرًا من معلميها يشهدون لها بالموهبة والجد والاجتهاد، وتقول إحدى معلماتها في المدرسة: "ملك مش بس موهوبة، هي كمان ملتزمة جدًا، بتعرف توازن بين دراستها وبين فنها، ودي حاجة نادرة في السن ده.. ودايمًا لما بنعمل مسابقات فنية، بنكون واثقين إنها هتطلع بحاجة مختلفة ومبهرة".

في عصر التكنولوجيا والانبهار السريع، تظل المواهب الحقيقية مثل ملك شمعة مضيئة في طريق الإبداع، تحتاج فقط إلى من يرعاها ويدعمها ويؤمن بقدرتها على التميز.

رسالة ملك إلى المسؤولين عن التعليم والثقافة واضحة وبسيطة: "نفسي يكون في مراكز فنية حقيقية للأطفال والشباب في دمياط، نطور فيها نفسنا ونتعلم من فنانين كبار، بدل ما نعتمد على نفسنا بس أو الإنترنت.. الموهبة محتاجة رعاية".

وختامًا، فإن قصة ملك سويلم ليست مجرد حكاية عن فتاة تحب الرسم، بل هي شهادة حية على أن الفن لا يعترف بالسن، وأن في كل مدينة وقرية مصرية كنوزًا بشرية تحتاج فقط إلى من يكتشفها ويمنحها الفرصة لتسطع.

تم نسخ الرابط