عاجل

"إنقلاب في كافة الموازين" كان هذا هو العنوان الذي استخدمته عدة صحف عالمية مثل "الغارديان" البريطانية  و"نيوز ويك" الأمريكية وهي تصف ما أعلنت عنه شركة  أبل خلال الأيام الماضية، والذي يُثبت أن التطور في الذكاء الاصطناعي لم يعد يحدث كل عام أو حتى شهر بل يمكن حدوثه كل أسبوع في وتيرة هي الأسرع على مدار التاريخ في مجال الاكتشافات الجديدة.


نعود إلى شركة أبل التي كشفت عن منصتها الجديدة "Apple Intelligence" والتي بدأت بالظهور تدريجيا في تطبيقات المستخدمين منذ أكتوبر الماضي قبل أن تخوض غمار المنافسة عالميًا في وقت يشهد حرب تكسير عِظام بين عمالقة التكنولوجيا خاصة شركات مثل "غوغلو و " Open AI" وأنثروبيك"، ويبدو أن أبل تدرك تلك الحرب جيدًا لذلك دخلت إليها بعد الاستعداد على كافة المستويات.


يدلل على ذلك، أن أبل وصفت تقنيتها الجديدة بـأنها "ذكاء اصطناعي للجميع" حيث تم تصميم تقنيات Apple Intelligence لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في تجربة المستخدم اليومية دون تعقيد أو انتهاك خصوصية، وذلك من خلال نماذج لغوية كبيرة مدربة على كم ضخم من البيانات التي يمكن تحليلها والاستفادة منها، كما تتيح التقنية الجديدة توليد نصوص وصور وحتى مقاطع مرئية في خلال ثوانِ قليلة وبأبسط الخطوات كما أوضح موضع "تك كرانش" المتخصص في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.


دخول أبل إلى الساحة من خلال تقنياتها الجديدة شملت أيضَا كتابة ملخصات في عدة تطبيقات مثل البريد والرسائل والملاحظات أو حتى صياغة الرسالة، ومن خلال ميزة "Genmoj i" يمكن إنشاء صور باستخدام الإرشادات النصية واستخدام تلك الصور في العروض التقديمية والرسائل والتواصل عبر الشبكات الاجتماعية.


ورغم أن المساعد الصوتي" Siri " المعروف في أجهزة أبل قديم ويتم استخدامه منذ سنوات، لكن الشركة العملاقة لم تستثنيه من خططها الطموحة فمن خلال "Apple Intelligence" أصبح "Siri " قادرًا على فهم سياق الشاشة والتفاعل مع التطبيقات وتقديم إجابات أكثر تخصيصًا بل إن "أبل" أكدت أن "Siri " سيكون قادرًا على فهم العلاقات الشخصية وسياق التواصل رغم أن بعض التقارير أشارت إلى أن النسخة التجريبية من "Siri " لا يزال يعاني من بعض المشكلات التقنية.


ولاستكمال الخطة الشاملة أعلنت أبل أيضًا في مؤتمر WWDC 2025 عن ميزة "Visual Intelligence" التي تتيح البحث داخل الصور بذكاء بصري ما يعني ترجمة المحادثات بشكل فوري في تطبيقات مثل "FaceTime"، ومن المتوقع إطلاق هذه الميزات رسميًا مع إصدار iOS 26 عام 2025 في الأجهزة الداعمة لإصدارات أبل.


من ناحية أخرى، تختلف تقنيات منصة أبل عن باقي المنصات الأخرى في أنها اعتمدت على نهج هجين يسمح بتنفيذ معظم عمليات الذكاء الاصطناعي على الجهاز دون الحاجة للإنترنت، ومن أجل ذلك تستعين الشركة بخوادم سحابية خاصة مدعومة بمعالجات Apple Silicon الأكثر تعقيدا، مع ضمان مستويات حماية تشبه تجربة الاستخدام المحلية.


أما بالنسبة لـChatGPT   فعملت أبل على التكامل الذكي معه بمعنى أنه يمكن طرح الأسئلة والمعلومات التي يريدها المستخدم من المساعد الصوتي Siri الذي يقوم بدوره بالبحث في Chat GPT لتقديم الإجابات المناسبة كما توفر ميزة "Compose" إمكانية توليد محتوى مكتوب داخل أي تطبيق يدعم أدوات الكتابة، ومن المتوقع أن تجري أبل شراكات أوسع مع تطبيقات ذكاء اصطناعي مثل جيميني وغوغل.


ما أقدمت عليه أبل بالنسبة لخبراء التكنولوجيا، ليس فقط مجرد تحديث أو تطوير قدر ما هو إنقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي لان المستخدمين لن يكونوا في حاجة إلى اي تطبيقات أخرى، بمعنى آخر أصبح العالم كله بأحدث تطوراته في الأجهزة الجديدة ورغم أن ذلك سيوفر صعود هائل لـ"أبل" خلال العام المقبل بحسب التقديرات لكنه من ناحية أخرى سيشعل الصراع مع الشركات المنافسة التي لم تصل إلى هذه الدرجة من التكامل.

تم نسخ الرابط