«القومي لعلوم البحار»: لا تسجيل لأية زلازل أو حركة غير طبيعية في قاع البحر

نفى الدكتور عمرو زكريا، رئيس مركز الحد من المخاطر بالمركز القومي لعلوم البحار بالإسكندرية، صحة الشائعات المتداولة مؤخرًا حول حدوث تحركات غير طبيعية في مياه البحر المتوسط، أن أجهزة المركز العلمية المتصلة بشبكات رصد دولية، لم تسجل أي زلازل أو أنشطة أرضية تحت قاع البحر خلال الفترة الأخيرة، وهي شرط أساسي لتحرك المياه بشكل غير معتاد.

لا تحركات أرضية تُذكر

وأوضح عمرو زكريا، خلال لقائه مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة "المحور"، أن مبدأ التحرك غير الطبيعي لمياه البحر يرتبط علميًا بحدوث حركة أرضية أو زلزال تحت القاع، وهو ما لم يتم رصده أو تسجيله على الإطلاق. وشدد على أن أجهزة الرصد في المركز تعمل بشكل متواصل وعلى مدار الساعة، وتُسجل أي نشاط زلزالي حتى وإن كان بسيطًا، وهو ما لم يحدث مؤخرًا.

وأضاف عمرو زكريا أن المركز يعتمد على بيانات دقيقة من أجهزة علمية متطورة، مرتبطة بمنصات رصد إقليمية ودولية، تتابع بدقة كل التغيرات في البيئة البحرية، خاصة في منطقة البحر المتوسط، التي تُعد من المناطق الخاضعة للمراقبة المكثفة نظرًا لأهميتها الجغرافية.

أسباب طبيعية معروفة

وأشار عمرو زكريا إلى أن أي تغير في منسوب المياه، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، يكون في أغلب الأحيان نتيجة تغيرات في الضغط الجوي، أو بسبب المد والجزر الطبيعي الذي يحدث بشكل يومي أو شهري. وأوضح أن هذه الظواهر طبيعية ومعتادة، ولا تُعد بأي حال من الأحوال مؤشرًا على خطر بحري أو كارثة بيئية.

وأكد عمرو زكريا أن هذه الظواهر تم تسجيلها خلال السنوات الماضية بشكل متكرر، دون أن ينتج عنها أي أضرار أو تأثيرات تُذكر على السواحل أو المدن المطلة على البحر المتوسط.

بيان رسمي لتفنيد الشائعات

لفت عمرو زكريا إلى أن المركز القومي لعلوم البحار أصدر بيانًا رسميًا نُشر عبر مختلف الصحف والمواقع الإخبارية، نفى فيه الشائعات التي تداولها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن "تحركات خطيرة" في البحر، موضحًا أن هذا البيان جاء في إطار حرص المركز على تقديم المعلومات الدقيقة للجمهور ووسائل الإعلام، والتصدي لأي أخبار مضللة قد تثير القلق بين المواطنين دون سند علمي.

كما شدد عمرو زكريا على أن نشر معلومات غير صحيحة حول أمور بيئية أو جيولوجية قد يؤدي إلى إثارة الهلع بين الناس، ويُسيء إلى صورة المؤسسات العلمية التي تعمل بمهنية وشفافية لتقديم البيانات الحقيقية بناءً على الرصد والتحليل.

دعوة لتحري الدقة 

اختتم عمرو زكريا تصريحاته بالدعوة إلى ضرورة تحري الدقة في تداول المعلومات المتعلقة بالبيئة والظواهر الطبيعية، مطالبًا المواطنين ووسائل الإعلام بالاعتماد على المراكز البحثية المتخصصة كمصدر أساسي للمعلومة، وعدم الانسياق خلف المحتويات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحتها.

وأكد عمرو زكريا أن المركز القومي لعلوم البحار سيواصل تقديم تقاريره العلمية بكل شفافية، داعيًا الجميع إلى الثقة في العمل المؤسسي القائم على العلم والبيانات الدقيقة، بعيدًا عن التهويل أو الشائعات.