قصة تهز القلوب.. عم الطفلة «مريم» التونسية يشكر تعاطف المصريين بعد غرقها

في لحظة إنسانية مؤثرة، عبّر أسامة هادي، عمّ الطفلة التونسية "مريم" التي فُقدت في البحر قبل أن يُعثر على جثتها بعد 72 ساعة من البحث، عن شكره العميق للشعب المصري، مؤكدًا أن تضامن المصريين ومواساتهم كان له أثر كبير في تخفيف مصاب الأسرة.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة على شاشة قناة المحور، قال أسامة هادي: "تلقيت مئات الرسائل والمكالمات من أشقاء في مصر، كلها تعاطف وقلوب مخلصة، شكراً لكل من شعر بألمنا وواسانا بكلمة طيبة أو دعاء".
تفاصيل الرحلة الأخيرة
استرجع أسامة هادي تفاصيل الحادث المفجع الذي وقع يوم السبت الماضي، حين كانت العائلة تستعد للاحتفال بعيد الأضحى على شاطئ مدينة قليبية في تونس، قائًلا: "خرجنا في نزهة بحرية على متن قارب مطاطي صغير، وكانت الطفلة مربوطة بخيط أمان لمنع انزلاقها، لكن فجأة، تغير كل شيء".
وأضاف: "التيار البحري كان قويًا جدًا وسحب القارب بشكل مفاجئ بعيدًا عن الشاطئ، حاول شقيقها أن ينقذها، رغم إصابته بتشنجات عضلية، لكن الموقف كان خارج السيطرة، وكلنا كنا في خطر".
جهود الإنقاذ .. وتأخر الزورق
أشاد أسامة هادي بما بذلته فرق الحماية المدنية والغطاسين والمتطوعين في تونس من جهود مكثفة للبحث عن الطفلة، مؤكدًا أن الجميع كان يعمل بلا توقف، مضيفًا: "رأيت بعيني تفاني فرق الإنقاذ، وكانوا يتحركون رغم صعوبة التيارات البحرية، لكن للأسف الزورق الإنقاذي تأخر في الوصول قرابة 45 دقيقة، وهو ما أثر على سرعة الاستجابة".
وأشار أسامة هادي إلى أن هذه الدقيقة قد تصنع الفارق في مثل هذه الحالات، داعيًا إلى تحسين آليات التدخل السريع عند حالات الطوارئ، وخاصة في المناطق السياحية التي يرتادها الأطفال والعائلات.
حياة الأطفال أولوية
في ختام حديثه، وجّه أسامة هادي نداءً مؤثرًا إلى السلطات المعنية في تونس وجميع الدول الساحلية، بضرورة توفير فرق إنقاذ وزوارق مجهزة على مدار الساعة، قائلاً: "لو كان هناك زورق إنقاذ في المكان وقت الحادث، ربما كانت مريم اليوم بيننا".
وأضاف أسامة هادي: "مشهد مريم سيظل في قلوبنا، لكن أتمنى أن يكون رحيلها تنبيهًا للجميع بأهمية الوقاية والسلامة على الشواطئ... لا نريد أن نرى أسرًا أخرى تمر بهذه المأساة".

رمز البراءة وضحية الإهمال
الطفلة مريم، البالغة من العمر أقل من عامين، تحوّلت قصتها إلى قضية رأي عام في تونس وخارجها، بعد اختفائها المؤلم في البحر، والجهود الجبارة التي بُذلت للعثور عليها، قبل أن تنتهي القصة بمشهد حزين لا يُنسى.
وما زال الحادث يثير التساؤلات حول معايير الأمان والسلامة على الشواطئ، ومدى جاهزية فرق الإنقاذ في مواجهة مثل هذه الحوادث المفاجئة التي تُزهق أرواحًا بريئة في لحظات.