من قلب الريف.. الحاج علاء يطلق مشروعا لتسمين المواشي بعزبة الخزان في الفيوم

في وقت يعاني فيه الريف المصري من نقص المشروعات التنموية، وسط عزوف الكثير من الشباب عن العمل الزراعي أو الحيواني، يبرز نموذج مشرف لمواطن بسيط قرر أن يبدأ بنفسه ويساهم في دعم مجتمعه المحلي.

الحاج علاء عبد الرحمن، رجل خمسيني من أبناء مركز سنورس بمحافظة الفيوم، أشترى قطعة أرض بعزبة الخزان التابعة لمركز طامية، وأطلق داخلها مشروعًا ناجحًا لتسمين المواشي، استطاع من خلاله تحقيق الاكتفاء الذاتي لأسرته، وتوفير فرص عمل حقيقية لـ 8 شباب من أبناء القرية القرية والمناطق المجاورة.

من فكرة بسيطة إلى مشروع منتج
يقول الحاج علاء لموقع "نيوز روم"، بدأت الفكرة من زمان.. كنت بربي عجلين تلاتة على قد الحال، وكل سنة أبيعهم وأرجع أشتري من جديد مع الوقت حسيت إن عندنا فرصة نكبر المشروع ونفيد غيرنا".

بدعم ذاتي، وبتوفير جزء من مدخراته، بدأ الحاج علاء في تطوير الحظيرة الخاصة به بعدما قام بشراء 5 أفدنة أرض زراعية بعزبة الخزان، وقام بالتوسع فى أنشاء مشروع التسمين وشراء عدد أكبر من رؤوس الماشية، إلى جانب التوسع في زراعة أعلاف طبيعية فى ارضه مثل البوص والبرسيم والذرة لتقليل التكلفة.

فرص عمل للشباب.. ومصدر رزق مستدام
يعمل في المشروع حاليًا نحو 8 من شباب العزبة، بعضهم يعمل بشكل دائم، وآخرون باليومية خلال فترات الذروة وتتوزع المهام ما بين رعاية الحيوانات، وتنظيف الحظائر، وتجهيز الأعلاف، ومتابعة عمليات البيع والشراء .

وأضاف الحاج"علاء" فيه شباب كانوا قاعدين على القهاوي بلا شغل، دلوقتي بيشتغلوا معايا وبيقبضوا آخر كل شهر.. والله الفرحة مش بس في الربح، الفرحة إنك بتفيد غيرك" .

دعم الاقتصاد المحلي
يسهم المشروع أيضًا في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث يتم شراء العجول من السوق المحلي، كما يتم بيع اللحوم بعد التسمين داخل الفيوم بأسعار منافسة، مما يعزز من فرص الأمن الغذائي، ويشير الحاج علاء إلى أنه يتعاون مع عدد من الجزارين المحليين لتوريد اللحوم بشكل مباشر، وهو ما يخلق حلقة متكاملة من الاستفادة داخل المجتمع الريفي.

تحديات التمويل والمياه
رغم نجاح المشروع، إلا أن الحاج علاء يواجه بعض التحديات، على رأسها نقص التمويل وعدم توافر قروض بفائدة منخفضة، إضافة إلى أرتفاع أسعار الأعلاف التجارية، ومشكلات تتعلق بنقص المياه في بعض المواسم.

دعوة للتوسع ودعم المبادرات الريفية
يطالب الحاج علاء بتبني الدولة لمثل هذه المبادرات من خلال توفير الدعم الفني والبيطري، وتخصيص برامج تمويل صغيرة للمزارعين والمربين في الريف.

نموذج يحتذى به
قصة الحاج علاء تؤكد أن التنمية المحلية لا تحتاج دائمًا إلى مشروعات عملاقة، بل يمكن أن تبدأ من حظيرة ماشية صغيرة في عزبة نائية، لتصبح مصدر أمل ورزق لعدد من الأسر إنها دعوة لتمكين الريف، وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج من الداخل، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى الاكتفاء الذاتي والاستقرار المجتمعي .