خالد الجندي: عاشوراء يوم للفرح بالعبادة والتوسعة على الأهل

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن يوم عاشوراء يحمل في طياته نفحات من البركة والفضل، وهو يوم ينبغي للمسلم أن يُقبل فيه على الأعمال الصالحة، من صيام وصدقة وذكر، ومن السنن المستحبة فيه "التوسعة على الأهل"، والتي تعني إدخال السرور عليهم من خلال الهدايا أو العطاء، إحياءً لسنة نبوية عظيمة.
حديث نبوي يؤكد
خلال ظهوره في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أوضح الشيخ خالد الجندي أن دار الإفتاء المصرية أشارت إلى استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، مستندة إلى حديث النبي ﷺ: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته".
هذا الحديث الشريف ورد عن الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وخرّجه ابن أبي الدنيا في كتاب النفقة على العيال، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.
تجربة الصحابة تؤكد البركة
استشهد الشيخ خالد الجندي أيضًا بحديث الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، الذي قال: "من وسّع على نفسه وأهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته"، مضيفًا أن جابر قال: "جربناه فوجدناه كذلك"، أي أن أثر هذه السنة كان محسوسًا في واقع حياتهم، من البركة في الرزق وسعة الحال.
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن كبار علماء الأمة الإسلامية أكدوا استحباب هذه السنة وعملوا بها، ومن أبرزهم: "الإمام ابن عبد البر، الفقيه المالكي الحطاب في كتاب مواهب الجليل، الإمام المنّاوي، الشيخ زروق، الإمام الشرواني الشافعي، والعلامة ابن عابدين في كتاب رد المحتار من فقه الحنفية".
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن هذا الإجماع العلمي يعكس عمق البعد الروحي والاجتماعي لهذه السنة، حيث تُسهم في تقوية الروابط الأسرية ونشر البهجة بين أفراد الأسرة.
ليس صرفًا ماديًا فقط
وقال الجن"المقصود مش إنك تصرف فلوس كتير، لأنك بتصرف طول السنة، المقصود إنك تفرّح زوجتك وأولادك، حتى بهدية بسيطة أو عيدية صغيرة"، مؤكدًا أن هذه العادة النبوية سنة جميلة ومجربة من العلماء، وندعو جميع المسلمين لإحيائها ونقلها للأجيال القادمة.
عاشوراء يوم للبر والإحسان
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ خالد الجندي المسلمين إلى اغتنام هذا اليوم في الطاعات، قائلاً: "صوموا، وتصدقوا، وسعوا على أهاليكم، وخلوا عاشوراء يوم للبر والإحسان"، مضيفًا: "نسأل الله أن يكتب لنا ولكم أجر هذا اليوم، وأن يفيض من رحمته على بيوتكم وأرزاقكم، وعلى المساكين والمحتاجين".

يُعد يوم عاشوراء فرصة سنوية لتجديد العلاقة بالله، وتأكيد القيم النبوية في بيوتنا، فهو ليس يومًا للحزن أو الجفاف الروحي، بل يوم تُبعث فيه القلوب بالذكر، وتُسرّ فيه الأسر بالتوسعة، ويتجلّى فيه فضل الله على عباده بالصيام والدعاء والصدقة.