موجة حر تجبر برج إيفل على الإغلاق.. أوروبا تذوب تحت شمس الصيف

في مشهد غير مألوف في قلب باريس، أُغلق برج إيفل الشهير أمام الزوّار بسبب موجة حر غير مسبوقة تضرب أوروبا في بدايات صيف 2025، من درجات حرارة قياسية في إسبانيا والبرتغال، إلى حرائق الغابات في تركيا، مرورًا بعشّاق التنس الذين يلوّحون بمراوحهم اليدوية في ويمبلدون – تبدو القارة العجوز وكأنها في قلب صحراء لاهبة، فما الذي يحدث؟ ولماذا هذا الحر القاتل؟
البحر يغلي.. واليابسة تتألم
الحرارة التي تُلهب أوروبا ليست قادمة فقط من السماء، بل من البحر أيضًا! إذ يشهد البحر الأبيض المتوسط موجة حر بحرية، حيث وصلت درجة حرارة مياهه إلى 9 درجات فوق المعدل الطبيعي، وخصوصًا في جزئه الغربي جنوب فرنسا، هذه المياه الساخنة تزيد من الرطوبة وتمنع انخفاض درجات الحرارة ليلًا، مما يضاعف معاناة السكان.

برج إيفل يرفع الراية البيضاء!
في ظل الحرارة الشديدة، اضطرت السلطات الفرنسية إلى إغلاق قمة برج إيفل يومي الثلاثاء والأربعاء، حمايةً للزوار والعاملين. وتعيش فرنسا بأكملها على وقع درجات حرارة تتجاوز الـ40 درجة مئوية في عدة مناطق، مع إعلان حالة التأهب القصوى في 16 منطقة من بينها العاصمة باريس.
أرقام قياسية تحترق في إسبانيا والبرتغال
في مدينة "إل غراندادو" الإسبانية، سُجّلت درجة حرارة بلغت 46 مئوية، في رقم هو الأعلى في تاريخ يونيو، أما في البرتغال، فوصلت الحرارة إلى 46.6 مئوية في مدينة "مورا"، لتكسر بذلك الرقم القياسي السابق هناك. والمفارقة؟ هذه الأرقام تم تسجيلها في شهر يُفترض أنه معتدل!

بريطانيا.. بدون مكيفات
رغم أنها ليست معتادة على الحر، إلا أن بريطانيا تعيش ثاني موجة حر هذا الصيف. ومع أن 95% من البيوت لا تحتوي على تكييف، فإن درجات الحرارة تخطت الـ90 فهرنهايت (ما يعادل 32 مئوية)، مما جعل المشهد في ويمبلدون يبدو وكأنه مهرجان مراوح يدوية.
حرائق في تركيا وغابات تحترق
الحر لا يأتي وحده، بل يرافقه اللهب. ففي تركيا، اندلعت حرائق ضخمة في محافظتي إزمير ومانيسا، تسببت بإجلاء نحو 50 ألف شخص. أما في جنوب غرب فرنسا، فقد التهمت النيران حوالي 400 فدان من الغابات خلال ساعات.

المناخ.. سبب رئيسي
الخبراء يُجمعون على أن التغير المناخي هو المتهم الأول. أوروبا اليوم ترتفع حرارتها بمعدل ضعف باقي القارات، وتشهد موجات حر أكثر تكرارًا وشدة وطولًا. ومع تصاعد هذه الظاهرة، يبدو أن مشاهد مثل إغلاق برج إيفل أو دفن الشواطئ تحت الدخان لن تكون استثناءً بعد اليوم.
