فشل مسار التطبيع قد يدفع إسرائيل لاتخاذ خطوات عدوانية ضد سوريا

تتزايد الأنباء المتضاربة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق بين سوريا وإسرائيل في المستقبل القريب، وسط وساطة أمريكية تهدف إلى إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وفي تصريح خاص لموقع "نيوز روم"، أوضح الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، أن هناك حديثًا عن اتفاق أمني يتم بموجبه تنسيق التعاون بين البلدين لتأمين الحدود، ليس فقط بين سوريا والأراضي التي تحتلها إسرائيل، بل يشمل أيضًا الحدود السورية-اللبنانية. ويهدف هذا التعاون إلى مكافحة تهريب السلاح والموارد لحزب الله، ما يعكس اهتمامًا مشتركًا بالحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.
اتفاق سلام كامل
مع ذلك، لا تخلو الأحاديث من إشارات إلى إمكانية إبرام اتفاق سلام كامل يفضي إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل على نسق اتفاقات الإبراهيم التي شهدتها دول عربية أخرى. لكن تبقى التفاصيل غامضة، إذ تختلف الروايات حول الموقف التنفيذي لهذه التفاهمات، خصوصًا في ظل تباين مواقف المسؤولين السوريين والإسرائيليين.
وأشار الدكتور عثمان إلى أن دمشق ما زالت متمسكة بموقفها الرافض للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، والتي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من الأراضي السورية.
ويصر الجانب السوري على استعادة الجولان وفق حدود اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، والمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها منذ بداية عام 2025، دون تقديم تنازلات كبيرة بشأن السيادة.
في المقابل، تُصر إسرائيل على شروطها التي تشمل اعترافًا سوريًا كاملاً بسيادتها على الجولان، ما يجعل تحقيق اتفاق شامل أمرًا معقدًا للغاية في ظل هذه الخلافات الجوهرية.
فشل مسار التطبيع
وحذر الباحث في العلاقات الدولية من أن فشل مسار التطبيع بين البلدين قد يدفع إسرائيل إلى تبني سياسات أكثر عدوانية تجاه سوريا. وقد يشمل ذلك توسيع مناطق السيطرة الإسرائيلية في الجنوب السوري، أو استغلال الانقسامات الطائفية لإضعاف الحكومة السورية وتهديد استقرارها.
وأكد الدكتور عثمان أن تعثر هذه المفاوضات قد يؤدي إلى تجميد آمال عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن، مما سيؤثر سلبًا على فرص رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، ويهدد جهود إعادة إعمار البلاد التي تعتمد بشكل كبير على تحسن الأوضاع السياسية والأمنية.
في ظل هذه المتغيرات، يبقى الملف السوري-الإسرائيلي محورًا حساسًا في المشهد الإقليمي، وسط ترقب دولي واسع لأي تطورات قد تحمل معها تحولات جوهرية في مستقبل السلام والاستقرار بالمنطقة.
