الاحتباس الحراري.. خبير بيئي يحذر من كارثة مناخية تهدد كوكب الأرض

في ظل موجات الحر الشديدة التي تضرب القارة الأوروبية وعددًا من مناطق العالم، أطلق الدكتور تحسين شعلة، الخبير البيئي وأستاذ التكنولوجيا الحيوية، جرس إنذار عالمي بشأن خطورة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أن الكوكب دخل بالفعل مرحلة "الخطر الشديد"، بعد تجاوز الحد الآمن المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ.
متوسط الحرارة العالمية
وأوضح تحسين شعلة ، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن متوسط درجات الحرارة العالمية وصل إلى 1.57 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزًا بذلك الحد المتفق عليه عالميًا في اتفاقية باريس، والبالغ 1.5 درجة فقط.
وأكد تحسين شعلة أن هذا التجاوز يمثل ناقوس خطر ينبئ بعواقب بيئية مدمرة ما لم تتحرك الدول سريعًا لكبح الانبعاثات والحد من مصادر التلوث.
ذوبان جليدي غير مسبوق
وأشار تحسين شعلة إلى أن أحد أبرز تداعيات هذا الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة هو التسارع الكبير في ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، والذي ارتفع بمعدل 17 ضعفًا مقارنة بالعقود الماضية.
وحذر تحسين شعلة من أن هذا الذوبان يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، مما يُهدد بغرق العديد من الدول الساحلية بحلول عام 2100، خصوصًا تلك التي تقع على ارتفاعات منخفضة من سطح البحر.
ولفت تحسين شعلة إلى أن تغير المناخ يسهم بشكل مباشر في زيادة وتيرة الحرائق الغابات وارتفاع قوة الأعاصير والعواصف، فضلًا عن تأثيره الغريب على الأنظمة البيئية البحرية، حيث ظهرت كائنات بحرية مثل القروش في مناطق لم تكن معتادة على وجودها سابقًا، ما يعكس درجة الخلل في التوازن الطبيعي.
وأضاف تحسين شعلة أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة لم تعد حالات نادرة، بل أصبحت نمطًا متكررًا، مما يعكس تسارع وتيرة التغير المناخي بشكل غير مسبوق.
مسؤولية عالمية
وأكد تحسين شعلة أن مواجهة التغيرات المناخية تمثل مسؤولية جماعية على كافة دول العالم، لكن الدول الصناعية الكبرى — مثل الولايات المتحدة والصين والهند — تتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية، كونها من أكثر الدول تسببًا في الانبعاثات الكربونية.
وشدد تحسين شعلة على ضرورة تحمّل هذه الدول التزاماتها المناخية، بما في ذلك خفض انبعاثاتها وتحمل نصيبها العادل من التمويل المخصص للدول النامية الأكثر تضررًا.
واختتم شعلة مداخلته بدعوة عاجلة لتنفيذ التوصيات التي خرجت بها مؤتمرات المناخ الدولية، وعلى رأسها التحول الجاد إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، والابتعاد التدريجي عن الوقود الأحفوري.

دعوة لتنفيذ توصيات المناخ
كما طالب تحسين شعلة بزيادة حجم التمويل الدولي لمواجهة آثار التغيرات المناخية، مؤكدًا أن المبلغ المقترح سابقًا — والمقدر بـ 100 مليار دولار — لم يعد كافيًا، بل يجب أن يتجاوز 300 مليار دولار لدعم الدول النامية في جهودها للتكيف مع آثار التغير المناخي.
يمثل تحذير الدكتور تحسين شعلة جرس إنذار جديد يؤكد أن العالم بات على حافة كارثة مناخية، تتطلب تحركًا فوريًا وحاسمًا على المستويات المحلية والدولية، من أجل إنقاذ كوكب الأرض من مصير مجهول قد يهدد مستقبل الأجيال القادمة.