تفاصيل انطلاق فعاليات البرنامج العلاجي لتنمية مهارات القراءة والكتابة بدمياط

تواصل مديرية التربية والتعليم بمحافظة دمياط جهودها الدؤوبة لتقديم خدمات تعليمية متميزة لطلابها، حيث شهدت مدارس المرحلة الابتدائية، اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، انطلاق فعاليات البرنامج العلاجي المكثف لصقل مهارات القراءة والكتابة لتلاميذ الصفين الأول والثاني الابتدائي، تنفيذًا لتوجيهات ياسر عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وتحت إشراف ومتابعة الإدارات التعليمية المختلفة.
يأتي هذا البرنامج في إطار حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تعزيز المهارات الأساسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، خاصة في ظل ما كشفت عنه بعض الدراسات التربوية من وجود فجوة في مهارات القراءة والكتابة بين بعض التلاميذ، نتيجة تراكمات السنوات الدراسية أو قلة الفرص التدريبية النوعية، لا سيما خلال فترات الجائحة والانقطاع الجزئي عن الدراسة.
ومن المقرر أن يستمر تنفيذ البرنامج حتى 31 أغسطس 2025، ليشمل مختلف الإدارات التعليمية بدمياط، من خلال مدارس محددة تم اختيارها بعناية، على أن تكون هذه المدارس مجهزة بالوسائل التعليمية والبنية الأساسية اللازمة لإنجاح البرنامج وتحقيق أهدافه التربوية.
انطلاقة قوية.. ومشاركة فاعلة
شهد اليوم الأول من البرنامج أجواءً حماسية في عدد من المدارس التي تم اختيارها كمراكز لتنفيذ البرنامج، حيث توافد التلاميذ بصحبة أولياء أمورهم وسط ترحيب من المعلمين والمعلمات. وتم تنظيم الفعاليات داخل الفصول بطريقة تفاعلية تعتمد على العمل الجماعي، واللعب التعليمي، والمواقف التربوية الحياتية المحببة للأطفال، بما يخلق بيئة مشوقة ومحفزة على التعلم.
وقال الأستاذ محمد السعيد، مدير إدارة دمياط التعليمية، إن البرنامج العلاجي يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يسهم في سد الفجوات المهارية لدى بعض التلاميذ الذين لم يحققوا مستوى الإتقان المطلوب خلال العام الدراسي، مشيرًا إلى أن التركيز لا ينصب فقط على مهارات القراءة والكتابة، بل يمتد إلى اكتشاف صعوبات التعلم الفردية لدى التلاميذ والعمل على معالجتها بأساليب تربوية حديثة.
أما الأستاذة مروة عبدالعال، مديرة مدرسة الشهيد محمد رفعت الابتدائية، فأكدت أن المدرسة استعدت بشكل كامل لاستقبال التلاميذ، حيث تم تجهيز الفصول التعليمية، وتدريب المعلمين على أساليب العلاج القرائي والكتابي، إلى جانب إعداد برامج إثرائية مصاحبة للبرنامج الأساسي، تشمل أنشطة فنية وحركية.
أنشطة متنوعة.. وتجربة ممتعة للتلاميذ
وتنوعت أنشطة اليوم الأول ما بين القراءة الجهرية، والإملاء التفاعلي، وتكوين الجمل، والتمييز بين الأصوات، إلى جانب أنشطة دعم نفسي وسلوكي مصاحبة لتعزيز ثقة التلاميذ بأنفسهم وتحفيزهم على الاستمرار والمثابرة. وقد لوحظ تجاوب كبير من الأطفال مع الأنشطة، حيث بدا التأثر الإيجابي واضحًا في تفاعلهم وتحمسهم، مما يعكس مدى الحاجة لمثل هذه البرامج خلال الإجازات الصيفية، بدلًا من ترك الأطفال دون متابعة تعليمية ممنهجة.
وأشارت إحدى المعلمات المشاركات بالبرنامج إلى أن ما يميز هذه الفعاليات هو عدم اقتصارها على التلقين، بل إنها تعتمد على مشاركة التلميذ في العملية التعليمية، من خلال أساليب تعتمد على اللعب والتمثيل والرسم والغناء التعليمي، وهو ما يسهم في ترسيخ المعلومات بشكل أسرع وأكثر متعة.
متابعة ميدانية وتوجيهات مستمرة
وفي إطار حرص المديرية على حسن تنفيذ البرنامج وتحقيق الأهداف المنشودة، قام وكلاء الإدارات التعليمية، وعدد من مسؤولي المتابعة الميدانية، بجولات تفقدية شملت عدة مدارس بإدارتي دمياط وعزبة البرج، للوقوف على سير العمل والتأكد من توفر كل المستلزمات، ورصد أية معوقات والتدخل السريع لحلها.
وأكد الأستاذ ياسر عمارة، وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، في تصريح له، أن البرنامج يأتي تنفيذًا لتوجيهات الوزارة وتوصيات القيادة السياسية بضرورة رفع كفاءة العملية التعليمية من جذورها، مشيرًا إلى أن بناء جيل متعلم وقادر يبدأ من إتقان المهارات الأساسية. وأضاف أن الوزارة لن تدخر جهدًا في دعم مثل هذه المبادرات النوعية التي تُعنى ببناء الطالب قبل المحتوى.
وشدد "عمارة" على أهمية استخدام أنشطة إثرائية متنوعة وجذابة تسهم في تحفيز التلاميذ وتثبيت المهارات المكتسبة، موجهًا بضرورة مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، ووضع خطط فردية للطلاب الذين يحتاجون دعمًا إضافيًا.
أولياء الأمور: خطوة ناجحة.. ومطلب طال انتظاره
وفي السياق ذاته، أبدى عدد من أولياء الأمور سعادتهم بانطلاق البرنامج، مؤكدين أن أبناءهم في حاجة فعلية لمثل هذه المبادرات، خاصة خلال العطلة الصيفية التي كثيرًا ما تكون فترة ركود في العملية التعليمية. وقالت السيدة "منى ع."، ولية أمر، إن نجلها في الصف الثاني الابتدائي وكان يعاني من ضعف في القراءة، وتأمل أن يسهم البرنامج في تحسين مستواه.
فيما قال "أحمد ن."، ولي أمر لتلميذة بالصف الأول، إن حضور ابنته اليوم كان الأول من نوعه في نشاط تربوي من هذا النوع، وأثنى على أسلوب المعلمات واهتمامهم الفعلي بالتلاميذ.
التطلعات المستقبلية
تسعى مديرية التربية والتعليم بدمياط، من خلال هذا البرنامج، إلى تعميم التجربة وتقييم نتائجها بشكل علمي بنهاية أغسطس المقبل، تمهيدًا لتبنيها كنموذج دائم خلال الإجازات، أو حتى إدماج بعض أنشطتها داخل اليوم الدراسي في الفصول العادية، وهو ما سيكون له بالغ الأثر على تحسين نواتج التعلم، وتقليص نسب التسرب المدرسي، ورفع مؤشر جودة التعليم بالمحافظة.
ويُعد انطلاق هذا البرنامج خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة التعليمية، وإعادة التوازن إلى المهارات الأساسية لدى الطلاب، وترسيخ مبدأ أن التعليم الجيد يبدأ من الصفوف الأولى.