عائلة «ترامب» على طريق التوريث السياسي؟.. «لارا» تعيد النظر في سباق الشيوخ

في تطور يعيد تسليط الضوء على الطموحات السياسية المتنامية لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجه الأنظار مجددًا نحو لارا ترامب، زوجة نجله إريك ترامب، وسط ترقب واسع لما إذا كانت ستخوض غمار انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الشمالية في الدورة المقبلة.
وبحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن ثلاثة مصادر مطلعة، فإن لارا ترامب تُعيد النظر في فكرة الترشح التي كانت قد طرحتها قبل أربع سنوات، لكنها تراجعت حينها لأسباب عائلية تتعلق برعاية طفليها اللذين لم يتجاوزا سن الثالثة.
اليوم، ومع إعلان السيناتور الجمهوري توم تيليس عدم ترشحه لإعادة انتخابه عن الولاية، وجدت لارا نفسها أمام فرصة سياسية جديدة، وسط صمت وترقب داخل صفوف الحزب الجمهوري.
لارا "تمتلك حق الرفض الأول"
وصف أحد المسؤولين السياسيين المقربين من البيت الأبيض المشهد الحالي بالقول:" المجال السياسي في الولاية متجمد.. الجميع ينتظر قرار لارا"، مشيرًا إلى أن لها الأسبقية في الترشح، ويحجم باقي الطامحين عن اتخاذ خطوة قبل أن تُعلن موقفها النهائي.
وبحسب بوليتيكو، فإن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، مايكل واتلي، الذي شغل سابقًا منصب رئيس الحزب في كارولينا الشمالية، مهتم بالترشح، لكنه يترقب أيضًا ما ستقرره لارا قبل التحرك رسميًا.
"الكرة في ملعبها"
مصدر آخر مقرب من لارا أكد أنها تتلقى اتصالات يومية من قادة جمهوريين، وبعض أعضاء مجلس الشيوخ يشجعونها على الترشح، معتبرًا أن "الكرة في ملعبها تمامًا". وأضاف:" الكل يدرك قوتها الإعلامية والشعبية، إضافة إلى الدعم اللامحدود الذي تحظى به من الرئيس ترامب نفسه".
ومع ضعف حضور عدد من الأسماء الأخرى التي تفكر بالترشح، وانخفاض قدرتهم على جمع التبرعات، يرى مراقبون أن مجرد تفكير لارا في الترشح يكفي لتجميد الساحة السياسية في الولاية.
طموحات عائلة ترامب لا تتوقف
لارا ليست الوحيدة في العائلة التي تفكر في استكمال إرث دونالد ترامب السياسي. ففي تصريحات سابقة مثيرة للجدل، لمح إريك ترامب، نجل الرئيس، إلى احتمال خوضه سباق الرئاسة الأمريكي في المستقبل.
وقال في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز:
"إذا قررت خوض هذا الطريق، فسيكون الطريق إلى البيت الأبيض سهلاً"، مضيفًا:
"السؤال هو: هل نرغب في إشراك مزيد من أفراد العائلة؟ وهل أريد أن يعيش أطفالي نفس التجربة؟"
كما أشار إلى ثقته بأن "أفرادًا آخرين من العائلة يمتلكون القدرة على دخول الحلبة السياسية"، في إشارة ضمنية إلى أسماء مثل إيفانكا ترامب ودونالد ترامب جونيور.
عائلة ترامب.. إرث سياسي أم مشروع حزبي؟
يرى مراقبون أن ما يجري يؤشر إلى ما يشبه "مأسسة" النفوذ السياسي لعائلة ترامب داخل الحزب الجمهوري، خاصة مع استمرار دونالد ترامب في الهيمنة على التيار اليميني في الولايات المتحدة، ورغبته المعلنة في بناء قاعدة سياسية لا تقتصر على شخصه، بل تمتد لتشمل أفراد عائلته.
وبينما تراقب الساحة السياسية الأمريكية مسار الأحداث، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل ستكون لارا ترامب وجه العائلة الجديد في مجلس الشيوخ؟
أم أن الظروف العائلية التي منعتها سابقًا ستتكرر، لتبقي المقعد متاحًا أمام وجوه جديدة أقل شهرة؟