خيري رمضان يكشف كواليس حكم الإخوان: «لم نخطط لإسقاطهم ولكنهم أسقطوا أنفسهم»

أعرب الإعلامي خيري رمضان عن استغرابه من التحول الذي شهدته مصر خلال فترة حكم جماعة الإخوان، مؤكدًا أنه لم يكن هناك أي تخطيط لإسقاطهم، وأن ما حدث كان نتيجة لواقع فرضته أخطاء الجماعة نفسها.

وخلال تقديمه حلقة جديدة من برنامج «مع خيري» المذاع عبر شاشة قناة المحور، قال خيري رمضان: "هل خططنا لإسقاط الإخوان؟ والله لا. لم يكن في الحسبان أبدًا. كنت أعمل على الهواء مباشرة، وأنا من أعلن نتيجة فوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة على قناة CBC".

من الوداعة إلى الفجاجة

وأضاف خيري رمضان: "كان من المفترض أن تستلم عني الزميلة لميس الحديدي، لكنها لم تتمكن من دخول الاستوديو بسبب حالة من الانهيار داخلها، فقد كانت لحظة صادمة للجميع".

وأوضح خيري رمضان أنه رغم الصدمة التي تلقاها الكثيرون من النتيجة، فإن الأغلبية قررت احترام رأي الشعب، ومنح الجماعة الفرصة لإثبات نفسها في الحكم، قائلاً: "قلنا طالما الشعب اختارهم، نعطيهم فرصة. الانتخابات قادمة، والشعب موجود، والأمر كان واقعًا لا مفر منه".

وتابع خيري رمضان: "تعاملنا معهم بصدق واحترام، ولم يكن هناك عداء، لكننا فوجئنا بسرعة التغيير. فجأة، مصر كلها بدأت تتغير بطريقة غير مسبوقة".

وأشار خيري رمضان إلى أن بعض الشخصيات التي كانت تتسم بالهدوء والتواضع، تحولت تمامًا بعد وصول الجماعة إلى السلطة، موضحًا: "شخصيات كنت تقابلها فتحدثك بود وهدوء، أصبحت تتحدث بفجاجة وتعالٍ غير معتاد. مثلًا، صفوت حجازي كان يحدثني دائمًا بأنه لا علاقة له بالسياسة، وأنه رجل علم فقط. لكنه بعد تولي الجماعة، أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا، يطالبك بشكل مباشر بما يريد، ويستخدم لغة قاسية".

لغة جديدة وأسلوب متعجرف

أكد خيري رمضان أن هذا التحول في الأسلوب والمضمون كان مرعبًا، وأدى إلى سقوط الثقة بين الجماعة والشعب في وقت قياسي، قائًلا: "التغيير كان رهيبًا، حتى في تعابير الوجوه، وكأنهم ارتدوا قناعًا جديدًا. لم يكن هذا ما توقعه الناس، ولم تكن هذه هي مصر التي يعرفها المصريون".

وأشار خيري رمضان إلى أن فشل الجماعة في استيعاب السلطة والتعامل مع المواطنين بعقلانية هو ما عجل بنهايتهم، مضيفًا: "لم يسقطهم أحد، هم من أسقطوا أنفسهم بفكرهم وتصرفاتهم. وهذا هو السبب الحقيقي في ثورة 30 يونيو، التي أنقذت الوطن من مستقبل مظلم كان ينتظرنا جميعًا".

نهاية فكر لا يعرف الدولة

اختتم خيري رمضان حديثه بتأكيده على أن ما حدث لم يكن نتيجة مؤامرة كما يروج البعض، بل نتيجة مباشرة لسلوك الجماعة وانفصالها عن الواقع. وقال: "الإخوان لم يكونوا يفكرون بمنطق الدولة، بل بمنطق الجماعة. لذلك، كانت نهايتهم حتمية عندما اصطدموا بإرادة الشعب".