عاجل

مفكر سياسي: الأوضاع الداخلية والاقتصادية تعرقل أي اتفاق سياسي في سوريا

عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يزال يطمح لأن يكون "بطل السلام" في الشرق الأوسط، معتبراً أن الظروف الإقليمية الحالية قد تتيح له فرصة لتحقيق هذا الهدف. 

وأضاف "سعيد" خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" على قناة "القاهرة والناس"، أن حركة حماس قد رفعت من قدراتها العسكرية خلال الأسبوعين الماضيين، ما يضيف بعدًا جديدًا للتوترات الإقليمية.

ملف الجولان

وأوضح "سعيد" أن إسرائيل تواصل تحركاتها بقوة في الملفين السوري واللبناني، مرجحًا أن دمشق قد تكون مستعدة لإبرام اتفاق مع تل أبيب، لكنه أوضح أن ملف الجولان قد يُعالج بشكل منفصل عن أي انسحاب إسرائيلي محتمل من مناطق سيطرتها عقب سقوط نظام بشار الأسد. وأشار إلى أن سوريا تواجه تحديات كبيرة نتيجة الضعف العسكري والانقسامات الداخلية العميقة بين مكوّنات عدة مثل العلويين والدروز والأكراد، ما يحد من قدرة دمشق على اتخاذ قرارات ذات تأثير سياسي كبير.

وأشار "سعيد" إلى أن الأولوية القصوى للشعب السوري في الوقت الراهن هي إعادة تنظيم حياته بعد عشر سنوات من الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح أعداد هائلة من السكان، مضيفًا أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لا يمتلك حتى الآن الصلاحيات الكاملة لاتخاذ قرارات بشأن أي اتفاق محتمل مع إسرائيل. 

مؤكدا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والعقوبات الدولية المفروضة على سوريا تفرض إعادة ترتيب الأولويات، ما يجعل التحرك السياسي الفعلي في هذا الملف أمرًا معقدًا ويحتاج إلى وقت.

تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا

في وقت سابق، أفاد مراسل شبكة "سي بي إس" عبر منصة إكس، اليوم الإثنين، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم توقيع أمر تنفيذي في وقت لاحق، يقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.

ويأتي هذا القرار بعد إعلان سابق لترامب في مايو الماضي، أكد فيه اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على دمشق، في إطار دعم جهود إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات وألحقت دمارًا واسعًا بالبلاد.

دول عربية أعربت عن رغبتها في الانضمام للاتفاقات الإبراهيمية

وفي تصريحات أدلى بها أمس، قال دونالد ترامب إن عدة دول أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية، لكنه أبدى عدم يقينه بشأن موقف سوريا من هذه الاتفاقات، قائلاً: "لا أعلم إن كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، لكنني رفعت العقوبات عنها، وقد نفعل الشيء نفسه مع إيران إذا أظهرت حسن نية".

 

وأضاف ترامب أن "إيران لم تعد تفكر بالعودة إلى مشروعها النووي"، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة كبّدتها خسائر كبيرة، موضحًا: "كل صاروخ أطلقناه أصاب هدفه ودمر المواقع النووية الثلاثة، وكانت إيران على بعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي، وما كنت لأسمح لها بذلك أو بتخصيب اليورانيوم".

تخفيف العقوبات على سوريا

وفي مايو الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكة، عن تخفيف فوري وكبير للعقوبات المفروضة على سوريا، مع الإبقاء على بعض الاستثناءات.

وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو أصدر إعفاءً مؤقتًا من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، مدته 180 يومًا.

 

وفي بيان رسمي، قالت وزارة الخزانة إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أصدر الترخيص العام رقم 25، لتخفيف العقوبات على سوريا فورًا، وذلك التزامًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف جميع العقوبات المفروضة عليها.

وأشار بيان الخزانة الأمريكية إلى أن الترخيص الجديد "يسمح بتنفيذ المعاملات التي كانت محظورة سابقًا بموجب أنظمة العقوبات، ما يعني فعليًا رفع تلك العقوبات".

وأضافت الوزارة أن الترخيص سيفتح المجال أمام فرص استثمارية جديدة ونشاطات في القطاع الخاص داخل سوريا"، لافتة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت في الوقت ذاته إعفاءً إضافيًا بموجب قانون قيصر، من شأنه تمكين الحلفاء والشركاء من دعم وتعزيز قدرات سوريا الاقتصادية والتنموية.

تم نسخ الرابط