«صائد الإخوان».. العقيد محمد مبروك: الشجاعة التي لا تموت

مرّت قرابة 12 عامًا على اغتيال العقيد محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني الذي قضى في سبيل حماية وطنه، إلا أن ذكراه لا تزال حاضرة بقوة في قلوب أسرته وأصدقائه وزملائه، وفي وجدان كل مصري محب لوطنه.
في يوم الأحد 17 نوفمبر 2013، تعرض العقيد محمد مبروك لهجوم غادر أثناء توجهه إلى عمله في مدينة نصر شرق القاهرة، حيث أطلق عليه مسلحون ينتمون لتنظيم "أنصار بيت المقدس" رصاصًا غادرًا، ما أسفر عن استشهاده في مشهد مؤلم أذهل الجميع.
ورغم مرور سنوات طويلة على تلك الحادثة الأليمة، إلا أن تضحياته وروحه البطولية لا تزال تلهم كل من يرفض الإرهاب ويسعى للحفاظ على أمن واستقرار مصر. قصة العقيد مبروك هي شهادة حية على أن الوطن يستحق الغالي والنفيس، وأن دماء الشهداء لا تذهب سدى، بل تبقى منارة تضيء درب الأجيال القادمة.
تفاصيل الحادث صادمة
كانت الحادثة مروعة بتفاصيلها فالشهيد محمد مبروك، الذي كانت مهمته هي مكافحة الإرهاب، لم يكن يعلم أن الإرهابيين الذين كان يلاحقهم سيصلون إليه بهذه الطريقة الدنيئة. كانت تفاصيل الحادث صادمة، حيث اغتاله الإرهابيون أثناء استقلاله سيارته، وعلى مقربة من منزله، وهو ما جعل الحادث يترك جرحًا عميقًا في نفوس الجميع، خاصة بعد أن تبين أن الحادث لم يكن مجرد صدفة، بل كان نتيجة مؤامرة مدبرة.
خيانة وتورط داخل التنظيمات الإرهابية
كشف التحقيقات بعد الحادث عن تورط 11 شخصًا في عملية اغتياله، وكان من بين هؤلاء الخائن محمد عويس، الذي حصل على مبالغ مالية من الإرهابي أحمد عزت، ممول العملية، مقابل تسريب بيانات ومعلومات عن الشهيد، بما في ذلك عنوانه ومعلومات عن تحركاته اليومية، وهو ما سهل على الإرهابيين تنفيذ العملية.
كما كشف التحقيق عن تورط مجموعة من العناصر الإرهابية، وعلى رأسهم محمد بكري هارون وفهمي عبد الرؤوف ومنصور الطوخي، الذين كانوا ضمن الخلية التي نفذت عملية الاغتيال.
أدى التعاون الأمني المتميز إلى ملاحقة هؤلاء الإرهابيين والقضاء على عدد منهم، بينما تم تقديم آخرين إلى المحاكمة، وتم إصدار أحكام بالإعدام على الخائنين "عويس" و"عزت"، ما يمثل خطوة هامة نحو تقديم العدالة.
نشأة الشهيد محمد مبروك ومسيرته الوطنية
ولد العقيد محمد مبروك في حي الزيتون بالقاهرة عام 1974، وفي بيئة تربت على حب الوطن والانتماء له. وفي عام 1995، تخرج من كلية الشرطة، ليبدأ مسيرته المهنية في قطاع الأمن الوطني.
وكانت مهمته الرئيسية مراقبة الأنشطة المتطرفة، وكان من أبرز إنجازاته كشف العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد من بين أبرز هذه الإنجازات كان رصد مكالمات هاتفية بين الرئيس الأسبق محمد مرسي وأعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية، والتي تسببت في كشف خيوط مؤامرة كانت تستهدف الأمن القومي المصري.
استشهاد العقيد محمد مبروك وحكايته الخالدة
في يوم 17 نوفمبر 2013، وبينما كان في طريقه إلى عمله، تعرض العقيد محمد مبروك للاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن استشهاده.
كان الهجوم على الطريق في أحد شوارع مدينة نصر، حيث قام الإرهابيون بإطلاق النار عليه بشكل مفاجئ، مما أدى إلى إصابته بالرصاص في مناطق حيوية بجسده، ليعلن عن وفاته في الحال.
ومع مرور السنوات، ورغم أن جسده لم يعد بيننا، إلا أن ذكرى الشهيد محمد مبروك لا تزال حية في قلوب الجميع، فقد كان مثالاً في التفاني في العمل، وعاش حياته ملتزمًا بأداء واجبه الوطني، حتى قدم روحه فداءً لمصر، لا زالت حكاياته التي تروي الشجاعة والصمود تتردد بين أصدقائه وزملائه، وستظل محفورة في ذاكرة الوطن.
لقد استشهد العقيد محمد مبروك في سبيل الحفاظ على وطنه، وعلى الرغم من مرور 12 عاما، إلا أن بطولاته ما زالت تلهم الأجيال القادمة، وستبقى ذكراه في القلب والعقل، مثالاً للشجاعة والإخلاص والتضحية.