عاجل

دراسة صادمة: عبوات البلاستيك تلوّث طعامك دون أن تشعر

جزيئات البلاستيك
جزيئات البلاستيك الدقيقة

حذّرت دراسة علمية جديدة من أن مجرد فتح عبوات الطعام أو المشروبات المغلفة بـ البلاستيك قد يؤدي إلى تسرّب جزيئات بلاستيكية دقيقة إلى داخلها، ما يعرّض صحة الإنسان لخطر خفي.

جزيئات البلاستيك الدقيقة

البحث الذي نُشر في مجلة NPJ Science of Food، أشار إلى أن الأغلفة البلاستيكية وحتى الأغطية المعدنية المطلية بطبقات بلاستيكية، يمكن أن تطلق آلاف الجزيئات المجهرية عند الاستخدام المتكرر، بحسب ما أوضحته الباحثة ليزا زيمرمان من مؤسسة Food Packaging Forum.

الدراسة فحصت منتجات واسعة الانتشار مثل المياه والعصائر والأسماك المعلبة وأكياس الشاي، ووجدت أن معظمها يحتوي على جسيمات بلاستيكية دقيقة، بعضها لا يُرى بالعين المجردة، لكنها قادرة على اختراق الجسم والوصول إلى الأنسجة الحيوية.

وأضاف التقرير أن أكثر من 3,600 مادة كيميائية يمكن أن تتسلل إلى الطعام أثناء التصنيع والتغليف، ما يجعل الأمر أكثر خطورة مما كان يُعتقد.

كيف يؤثر البلاستيك على الصحة؟

وفي تعليق له، قال الدكتور ديفيد أندروز من منظمة Environmental Working Group إن هذه الجزيئات النانوية قادرة على التسلل إلى الدم، وتحمل معها مركّبات كيميائية قد تكون سامة، ما يشكّل تهديدًا طويل الأمد لصحة الإنسان.

وينصح الخبراء باستخدام عبوات زجاجية أو معدنية بديلاً عن البلاستيكية، وتجنب تسخين الأطعمة داخل البلاستيك، خصوصًا عند التعامل مع مشروبات الأطفال.

بدائل آمنة للبلاستيك

بالاعتماد على التحذيرات العلمية الأخيرة، لم يعد الأمر يقتصر على المخاوف البيئية فقط، بل امتد ليهدد صحة الإنسان بشكل مباشر. فقد كشفت الدراسات أن جزيئات البلاستيك الدقيقة التي تتسرب إلى الطعام والمشروبات من خلال العبوات البلاستيكية، يمكن أن تدخل الجسم وتستقر في الأنسجة الحيوية، مسببة آثارًا صحية قد تكون خطيرة على المدى البعيد. وتشمل هذه الآثار اضطراب الغدد الصماء، وخلل التوازن الهرموني، إضافة إلى التهابات مزمنة بالجهاز الهضمي.

من هذا المنطلق، بات من الضروري أن يعيد الأفراد تقييم أنماط استهلاكهم اليومية، لا سيما ما يتعلق بمنتجات التغليف الشائعة. فاستبدال العبوات البلاستيكية ببدائل أكثر أمانًا كالحاويات الزجاجية أو المعدنية المقاومة للمواد الكيميائية، لم يعد رفاهية بل خيارًا وقائيًا مهمًا. إذ تؤكد الأبحاث أن هذه البدائل لا تتفاعل مع محتوياتها بنفس الطريقة التي تفعلها المواد البلاستيكية، مما يقلل من فرص التلوث غير المرئي.

دور المستهلك في تقليل التعرض للتلوث البلاستيكي

إلى جانب الخيارات الفردية، تتحمل الحكومات والهيئات المعنية بالصحة مسؤولية كبيرة في هذا الصدد، فتشديد الرقابة على المنتجات البلاستيكية المستخدمة في قطاع الأغذية، واعتماد معايير أكثر صرامة فيما يخص المواد الداخلة في تصنيعها، يعد خطوة ضرورية لحماية المستهلكين. كما ينبغي دعم الأبحاث المستمرة حول تأثير الملوثات الدقيقة، وتثقيف الجمهور بشأن كيفية تقليل تعرضهم لها في حياتهم اليومية.

أخيرًا، فإن هذه التهديدات الصامتة تستدعي تحركًا جماعيًا، يجمع بين وعي المستهلك وتدخل السياسات العامة.، إذ لا يكفي الاكتفاء بتجنب استخدام البلاستيك، بل يتطلب الأمر إصلاحًا شاملًا في سلاسل الإنتاج والتغليف، ووضع الصحة العامة في صدارة أولويات الصناعات الغذائية، ففي زمن تتسارع فيه المخاطر البيئية والصحية، يبقى الوعي هو خط الدفاع الأول.

تم نسخ الرابط