عاجل

تحليل رقمي يكشف أسباب وداع السعودية المبكر من الكأس الذهبية 2025

السعودية
السعودية

 

تكشف الأرقام دائمًا ما يغيب عن العين العادية، وفي مشاركة المنتخب السعودي التاريخية في كأس الكونكاكاف الذهبية 2025، تروي الإحصائيات قصة فريق يقف على مفترق طرق.

 

 تحت قيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، قدّم الأخضر أداءً متباينًا في أربع مباريات، حملت مزيجًا من الطموح والإحباط، ليودّع البطولة من دور المجموعات بنقطة واحدة فقط. هذا التقرير يغوص في الأرقام لتحليل أسباب الخروج المبكر، مبرزًا نقاط القوة والضعف التي شكّلت ملامح الأداء السعودي.

مسار المشاركة: أداء متذبذب

خاض المنتخب السعودي أربع مباريات في أول ظهور له ببطولة الكأس الذهبية، افتتحها بانتصار شاق بنتيجة 1-0 على هايتي، بفضل هدف حاسم في اللحظات الأخيرة. لكن التحديات تصاعدت أمام القوى التقليدية، حيث خسر 0-1 أمام الولايات المتحدة، ثم سقط 0-2 أمام المكسيك، قبل أن يختتم مشواره بتعادل إيجابي 1-1 أمام ترينيداد وتوباجو. سجّل الأخضر هدفين فقط واستقبل أربعة، محققًا نقطة واحدة من تعادل وثلاث هزائم، ما يعكس صعوبة التأقلم مع إيقاع البطولة ومنافسيها القويين.

الفاعلية الهجومية: فرص ضائعة

سجّل المنتخب السعودي 38 تسديدة خلال البطولة، 14 منها على المرمى، و4 اصطدمت بالقائم، لكن معدل تحويل الفرص إلى أهداف بلغ 5.2% فقط، وهو رقم منخفض يكشف عن خلل واضح في اللمسة الأخيرة. أضاع الأخضر 10 فرص محققة، خاصة في مباراة ترينيداد وتوباجو (6 فرص ضائعة)، مما يشير إلى ضعف في اتخاذ القرار داخل منطقة الجزاء، سواء بسبب التسرع أو سوء التمركز. هذا القصور جعل الهجوم يعتمد بشكل كبير على الجهود الفردية، مع غياب التناغم في إنهاء الهجمات.

الاستحواذ وتدوير الكرة: تحفظ مبالغ فيه

بلغ متوسط استحواذ السعودية 45.5%، مع ذروة 66% أمام ترينيداد وتوباجو، وأدنى معدل 33% أمام الولايات المتحدة. أكمل المنਮنخب 1286 تمريرة صحيحة، منها Thunk278 في الثلث الأخير، وهو رقم جيد نسبيًا، لكن 250 تمريرة عرضية وخلفية تكشف عن نهج متحفظ أحيانًا. أمام الفرق المنظمة مثل أمريكا والمكسيك، فقد الأخضر السيطرة، مما سمح للخصوم بفرض إيقاعهم.

العرضيات والكرات الثابتة: سلاح غير فعال

نفّذ المنتخب 69 عرضية، لكن 8 فقط اكتملت (نسبة نجاح Phot11.5%)، و13 ركنية لم تسفر عن تهديد حقيقي. هذا الأداء الضعيف يكشف عن غياب التنظيم داخل منطقة الجزاء، مما قلّل من خطورة الفريق. الكرات الثابتة، خاصة الركلات الحرة، لم تُترجم إلى فرص حقيقية، مما يعكس ضعف الاستغلال الهجومي لهذه الأسلحة.

الأداء الدفاعي: صلابة نسبية

دفاعيًا، أظهر المنتخب السعودي صلابة لافتة، حيث سجّل 112 عملية تشتيت، و33 اعتراضًا، و207 التزامات ثنائية ناجحة. نسبة نجاح الالتحامات الأرضية بلغت 49.3%، والجوية 42%، مما يعكس قدرة جيدة على التصدي للضغط البدني. ومع ذلك، تمت مراوغة اللاعبين 45 مرة، وفقدان الاستحواذ 552 مرة يشير إلى صعوبات في الحفاظ على الكرة تحت الضغط العالي.

الضغط والسيطرة الهجومية: تحديات واضحة

بلغت معدلات السيطرة على الكرة في الثلث الهجومي 6 مرات فقط في أربع مباريات، وهو رقم منخفض يكشف عن صعوبة اختراق دفاعات الخصوم. نسبة نجاح المراوغات (34%) تؤكد ضعف القدرة الفردية على تجاوز المدافعين، مما جعل الهجوم يعتمد على التحركات الجماعية بدلاً من الاختراقات الفردية.

نقاط القوة

صناعة الفرص: خلق المنتخب 24 فرصة تهديفية، بمعدل 6 فرص لكل مباراة، وهو رقم جيد يعكس قدرة الفريق على الوصول إلى مناطق الخطورة.

 

التمريرات الطويلة: دقة التمريرات الطويلة بلغت 42%، مما يظهر فعالية في فك الضغط ونقل الكرة إلى مناطق متقدمة.

 

الانضباط التكتيكي: 4 إنذارات فقط دون طرد في 4 مباريات، مما يبرز التزام اللاعبين بالتعليمات الفنية.

 

الالتحامات الأرضية: نسبة نجاح 49.3% تُظهر توازنًا بدنيًا جيدًا في المواجهات المباشرة.

نقاط الضعف

ضعف اللمسة الأخيرة: معدل تحويل الفرص (5.2%) وإهدار 10 فرص محققة يكشفان عن قصور في الإنهاء.

 

العرضيات الضعيفة: نسبة نجاح العرضيات (11.5%) وقلة الخطورة من الكرات الثابتة تُبرز ضعفًا في التنفيذ.

 

فقدان الكرة: 552 حالة فقدان كرة تعكس صعوبة الحفاظ على الاستحواذ تحت الضغط.

 

المراوغات الضعيفة: نسبة نجاح 34% تُظهر ضعفًا في القدرة الفردية على الاختراق.

 

كانت مباراة ترينيداد وتوباجو الأفضل أداءً، حيث سجّل الأخضر أعلى نسبة استحواذ (66%)، و14 تسديدة، و6 فرص كبيرة، لكن ضعف الإنهاء حال دون الفوز. هذا الأداء يُظهر إمكانيات الفريق الهجومية، لكنه يكشف أيضًا عن الحاجة إلى مهاجم حاسم.

مشاركة المنتخب السعودي في الكأس الذهبية 2025 كشفت عن فريق في مرحلة تطور تكتيكي، مع انضباط لافت وقدرة على خلق الفرص. لكن ضعف اللمسة الأخيرة، وقلة فعالية العرضيات والكرات الثابتة، وفقدان الاستحواذ تحت الضغط، كانت العوامل الرئيسية وراء الخروج المبكر. تحت قيادة رينارد، يحتاج الأخضر إلى صقل أدواته الهجومية وتعزيز الثقة في المناطق الحاسمة لتحقيق طموحاته المستقبلية.

تم نسخ الرابط