مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يستهدف نازحين ومدنيين ويقصف مستشفى بدير البلح

في تطور ميداني خطير، أفاد بشير جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت ثلاث غارات جوية متتالية على مدينة غزة، مستهدفة مناطق مكتظة بالسكان والنازحين، ما أدى إلى وقوع مجزرة مروعة في صفوف المدنيين.
قصف مخيم نازحين
وأوضح بشير جبر في مداخلة عبر برنامج "صباح جديد" مع الإعلامي أحمد أبو زيد، أن إحدى الغارات استهدفت مقهى شعبيًا يقع بالقرب من مخيم للنازحين الفلسطينيين على شاطئ البحر في غزة، مشيرًا إلى أن هذا المكان كان في العادة مكتظًا بالأهالي الهاربين من القصف شرق المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، في مشهد وصفه بـ"المجزرة".
وأكد بشير جبر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد طالب المدنيين في المناطق الشرقية للنزوح نحو الغرب، لكنه عاد واستهدفهم هناك بشكل مباشر، مما يعكس تناقضًا صارخًا في السلوك الإسرائيلي، ويثير تساؤلات إنسانية وأخلاقية عن تعمد استهداف المدنيين والنازحين.
خيام نازحين في دير البلح
وفي السياق نفسه، كشف بشير جبر أن العدوان الجوي الإسرائيلي امتد إلى وسط قطاع غزة، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات على خيام النازحين في أكثر من موقع داخل مدينة دير البلح، وكان من بين هذه المواقع مستشفى شهداء الأقصى، حيث قصفت طائرة استطلاع خيمة تؤوي نازحين في ساحة المستشفى، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين، من بينهم عدد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الأحداث.
أكد بشير جبر أن القصف الإسرائيلي تسبب بأضرار جسيمة في البنية التحتية للمستشفى، حيث تضررت أنابيب الأوكسجين التي تغذي غرف العناية المركزة، مما عرض حياة المرضى لخطر داهم، وتأتي هذه التطورات في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن الانقطاع المتكرر للكهرباء وشح المياه، مما يجعل إنقاذ الجرحى مهمة شبه مستحيلة.
قصف على خان يونس
لم تقتصر الاعتداءات على غزة ودير البلح، إذ واصلت القوات الإسرائيلية قصفها المدفعي المكثف على المنطقة الشرقية ووسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، تزامنًا مع غارات جوية استهدفت منازل المواطنين بشكل مباشر، مؤكدًا بشير جبر أن الوضع الإنساني هناك يزداد تدهورًا ساعة بعد ساعة، في ظل صمت دولي مطبق، واستمرار استهداف المرافق المدنية دون تمييز.
ما يحدث في غزة يحسب هو فصل جديد من الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني تحت الحصار والقصف، فالنازحون الذين كانوا يبحثون عن مأوى آمن، وجدوا أنفسهم أهدافًا مباشرة للصواريخ والطائرات.

نداء عاجل للإنسانية
وفي ظل استمرار انهيار النظام الصحي وتدمير البنية التحتية، تحذر منظمات إنسانية دولية من مخاطر تفشي الأمراض ونقص الرعاية الطبية، بينما لا تزال أصوات المطالبة بوقف العدوان وتقديم المسؤولين للمساءلة الدولية غائبة أو خافتة.
تشير الوقائع من أرض غزة إلى أن المدنيين والنازحين أصبحوا أهدافًا يومية للهجمات الإسرائيلية، وسط صمت دولي مقلق، وتدعو التقارير الميدانية إلى ضرورة تدخل دولي عاجل لإنقاذ ما تبقى من حياة وكرامة داخل قطاع يعاني من حصار مطبق وعدوان مستمر منذ شهور.