متى وأين يعيش عيسى عليه السلام بعد نزوله إلى الأرض؟.. علي جمعة يوضح

متى وأين يعيش عيسى عليه السلام بعد نزوله إلى الأرض؟، سؤال يكثر البحث عنه خاصة مع كثرة الحديث عن علامات الساعة الكبرى (علامات القيامة الكبرى)، ويواصل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر حديثه عن ثاني علامات الساعة الكبرى.
كيف ينزل عيسى من السماء؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: جاء في التصريح بـنزول سيدنا عيسى عليه السلام الأحاديث المتواترة، وقد ذكرت في الحديث عن الدجال جزءا من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، وباقي ذلك الحديث يشير إلى نزول عيسى عليه السلام، ففيه قال : (ثم يدعو (أي الدجال) رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى ابن مريم: إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى، كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ كل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحا طيبا، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة) [رواه مسلم].
وتابع: من تلك الأحاديث ما رواه أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي ﷺ، قال : (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، لا يقبلها من كافر، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها) [رواه البخاري].
وأكمل: ما رواه جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة "، قال : " فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقول أميرهم : تعال صل لنا، فيقول : لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة) [رواه مسلم].