اللغة العربية تسقط من حسابات تنشيط السياحة بمصر.. ولا رد من المسؤولين

أعلنت وزارة السايحة والآثار، عن إضافة لغتين جديدتين لموقع هيئة التنشيط السياحي، حيث صار الموقع ناطقًا بـ 6 لغات حية وهي، «الإنجليزية، والصينية، الألمانية، الروسية، والإيطالية، والفرنسية»، حيث يهدف الموقع إيصال المنتج المصري السياحي إلى أكبر عدد من الدول.
واختار الموقع عدد من اللغات الحية التي يتحدث بها، قاسم كبير من سكان العالم، كما يتنوع الموقع بشكل كبير، حيث يضم أقسام لأنواع السياحة في المقصد المصري، ما بين سياحة ثقافية، وسياحة شاطئية، وسياحة دينية، والسياحة النيلية، وسياحة السفاري.
ويسلط الموقع على أبرز المدن والمعالم، مثل مدينة القاهرة والجيزة، والإسكندرية، ودهب وشرم الشيخ، والغردقة، وسيوة، والصحراء البيضاء والسوداء، وهي معالم تحظى بقدر كبير من الشهرة.
ويركز الموقع بشكل كبير على العامل البصري، من فيديوهات وصور عالية الجودة، ولغة مكتوبة بـ 6 لغات، ولكن تلاحظ غياب تام للغة العربية، وهو ما أثار التساؤل لماذا غابت اللغة العربية عن الموقع، على الرغم من إعلان الوزارة مرارًا وتكرارًا استهداف السوق العربية.

ومن ناحيته قال سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية وعضو مفوضية السفر الأوروبية، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، إن غياب اللغة القومية للبلد هو أمر غير مقبول وغير طبيعي في مسألة الترويج السياحي، ويجب أن تكون ضمن الاختيارات المتاحة للزوار.
وتابع البطوطي أنه من الطبيعي أن أي بلد في الدنيا تكون صفحاتها الترويجية بلغتها القومية أولًا، ثم اللغات الأخرى، أو يصبح الموقع بلا هوية واضحة وهو ما يمثل نقطة ضعف في الترويج للمنتج الوطني.
فيما قال المرشد السياحي محمد فاروق، إن عدم وجود اللغة العربية، قد يكون راجعًا إلى أن الموقع يستهدف الشعوب الغير ناطقة بالعربية، وأن استهداف العرب بشكل عام يكون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وزياراتالمشاهير.
وأشار إلى أن وجود اللغة العربية أمر هام بالطبع، حيث أن الترويج يجب أن يشمل منطقة الشرق الأوسط ضمن ما يشمل من خطط ترويجية، حيث أن الزيارات العربية تمثل موردًا هامًا للسياحة المصرية.

رد المسؤولين
حاول نيوز رووم التواصل مع المتحدث الرسمي للوزارة ورئيس هيئة التنشيط، أو أي مسؤول بالوزارة للإيضاح، فلم نتلق رد منهم، سوى رد من أحد الموظفين بالوزارة، والذي رفض ذكر اسمه، وقال إن المستهدف بالموقع هو السائح الأجنبي فقط، وهناك موقع آخر باللغة العربية.
وبتصفح الموقع الناطق بالعربية تبين أنه الموقع الرسمي للوزارة وليس موقعًا ترويجيًا، وهو ما ينفي عنه صفة الجذب السياحي المطلوبة، حيث يوفر فقط معلومات رسمية لا أكثر.
بيان وزارة السياحة والآثار
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أصدرت بيانًا صحفيًا حول تزويد موقع الترويج السياحي لمصر بلغتين إضافيتين، وأن ذلك جاء في ضوء مزيد من الجهود الترويجية للمقصد السياحي المصري وخاصة من خلال وسائل الترويج الإلكترونية، تواصل الوزارة، ما تقوم به من تطوير مستمر للموقع الإلكتروني الترويجي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي حيث تم إضافة لغتين جديدتين للموقع وهما الإيطالية والفرنسية، ليصبح عدد اللغات المتاحة بالموقع 6 لغات.
يأتي هذا التطوير تنفيذاً لتوجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالاعتماد بصورة أكبر على التسويق الإلكتروني لإبراز المقومات والمنتجات والوجهات السياحية المتنوعة والعديدة بالمقصد المصري، وتعزيز آليات التفاعل والتواصل بشكل أكبر مع السائحين من مختلف الأسواق السياحية المستهدفة.
وأوضح المهندس أحمد يوسف مساعد الوزير لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي أن إضافة اللغتين الإيطالية والفرنسية تمثل خطوة جديدة في آلية تفاعل السائحين مع المحتوى الذي يقدمه الموقع، لافتاً إلى أنه بإضافة هاتين اللغتين أصبح الموقع يُتيح معلوماته ب 6 لغات هي
مؤكداً على أن هذا التوسع في الخيارات اللغوية يعكس التزام الموقع بتوسيع قاعدة مستخدميه وزيادة قدرته على التفاعل مع السائحين من خلفيات لغوية وثقافية متنوعة.
كما أشارت سوزان مصطفى مدير عام إدارة الترويج السياحي بالهيئة إلى أن الهيئة حرصت منذ إطلاقها لهذا الموقع الإلكتروني الترويجي، في عام 2023، على تقديم محتوى قيّم للسائحين المهتمين بزيارة المدن السياحية المتنوعة في مصر، لافتة إلى أنه مع تزايد التنوع الثقافي والتطور المستمر في تكنولوجيا المعلومات أصبح من الضروري أن يواكب الموقع هذا التطور ليُقدم تجربة أكثر سهولة وشمولية لجميع الزائرين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر فقط على رفع مستوى سهولة استخدام الموقع بل تسهم بشكل مباشر في تحسين تجربة المستخدم وزيادة عدد الزيارات.
وأضافت أن اللغة تُعد أحد العوامل الأساسية التي تؤثر في تفاعل السائحين مع المواقع الإلكترونية. فعندما يتصفح السائح موقعًا بلغته، يزداد شعوره بالراحة ويسهل عليه فهم المحتوى المتاح واتخاذ قراراته السياحية بناءً على ذلك.
جدير بالذكر أن الموقع الإلكتروني للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي يحتوي على كل ما يهم السائح من معلومات عن مصر وعن السفر للمقاصد السياحية المصرية المختلفة بها وما تتمتع به من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متميزة ومتنوعة، والتجارب السياحية المختلفة التي يمكن أن يعيشها ويستمتع بها أثناء زيارته لمصر.
كما يقوم بتوفير كل ما يحتاج إليه السائح قبل وأثناء السفر من معلومات عن كيفية الحصول على تأشيرة الدخول لمصر، والأماكن السياحية والمواقع الأثرية والمتاحف المفتوحة للزيارة ومواعيد عملها، وحالة الطقس حتى يتمكن من الاستعداد الجيد لرحلته