عاجل

شهد محسن إسماعيل موسى.. صوت شعري مميز وحلم أبيض في الأفق

الموهبة
الموهبة

في قلب محافظة دمياط، تبرز موهبة فريدة لفتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، تُدعى شهد محسن إسماعيل موسى، طالبة في الصف الثالث الإعدادي، استطاعت أن تلفت الأنظار ليس بكتابة الشعر، بل بإلقائه، فهي تمتلك خامة صوتية مميزة، وقدرة ملفتة على التعبير والانفعال، تجعل المستمعين يشعرون بما تقول وكأنها تعيش كل كلمة.

شهد لا تكتب القصائد، لكنها تُبدع في إلقائها، وتحفظ العديد من النصوص الشعرية الحديثة والمعاصرة، وتختار منها ما يمسّ مشاعر الناس أو يحمل رسائل قوية. من أكثر الشعراء الذين تأثرت بهم الشاعر التونسي المعروف أنيس شوشان، الذي تعتبره الأقرب إلى قلبها. تقول إنه "شاعر لا يقول كلامًا فقط، بل يُحرك وجدان الإنسان، ويدفعه للتفكير والتساؤل". تحب قصائده لأنها تمس قضايا الهوية والحرية والعدالة، وتشعر بأنها تعبّر عنها وعن جيلها.

في كل فعالية مدرسية أو مناسبة ثقافية، تكون شهد حاضرة، ويطلب منها المعلمون إلقاء الشعر أمام الزملاء، حيث تؤدي القصائد بصوت واضح، وحضور قوي، ونطق سليم يعكس تدريبًا ذاتيًا وشغفًا حقيقيًّا بالفن. لا تعتمد على تدريب محترف، لكنها تشاهد مقاطع الفيديو، وتستمع كثيرًا للمنشدين والشعراء، وتحاول تقليد الأداء ثم تضيف لمستها الخاصة.

وقد حصلت شهد على إشادات واسعة من معلميها وزملائها، وشاركت في عدد من المسابقات على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية، حيث أبهرت لجان التحكيم بإلقائها الواثق، وتفاعلها مع النصوص، وقدرتها على جذب الجمهور إليها دون عناء.

ورغم اهتمامها الكبير بالشعر، فإن لِشهد حلمًا كبيرًا لا يقل أهمية: أن تصبح طبيبة. تحب المواد العلمية، وخاصة الأحياء، وتحلم أن تلتحق بكلية الطب لتُعالج المرضى وتساعد الناس. ترى في الطب رسالة إنسانية، وتؤمن أن بإمكانها أن تحقق هذا الحلم إذا واصلت الاجتهاد، تمامًا كما طوّرت موهبتها في الإلقاء بالصبر والتكرار والممارسة.

تحرص شهد على التوازن بين دراستها الأكاديمية ونشاطها في الإلقاء، وتقول إن كليهما يمنحها قوة وثقة بالنفس، فالطب يبني العقل، والشعر يُغذي الروح. وتشير والدتها إلى أن شهد منذ صغرها كانت تحب الوقوف أمام الناس، وتقرأ بصوت مرتفع، وتقلد الأصوات، ما ساعدها لاحقًا في امتلاك مهارات الإلقاء التي تُميزها اليوم.

شهد محسن إسماعيل موسى تمثل نموذجًا رائعًا لفتاة مصرية موهوبة، تجمع بين الطموح والموهبة، بين العلم والفن، وتشق طريقها بثقة نحو مستقبل يجمع بين صوتٍ يُلقي بإحساس، وعقلٍ يطمح للشفاء.

تم نسخ الرابط