دراسة تكشف تأثير نمط الحياة على الصحة أقوى من الجينات لدى الجنسين

أثبتت دراسة حديثة وجود تأثير نمط الحياة على الصحة بشكل يفوق دور العوامل الوراثية، حيث أظهرت النتائج أن الفروقات الصحية بين الرجال والنساء لا تعود فقط للاختلافات الجينية أو الهرمونية، بل يلعب السلوك اليومي، البيئة، والعوامل الاجتماعية دورًا أكبر في تحديد صحة الأفراد وخطر الإصابة بالأمراض.
تأتي هذه النتائج لتسلط الضوء على أهمية وعي المجتمع بتأثير نمط الحياة على الصحة العامة، بعيدًا عن التركيز فقط على العوامل البيولوجية.
الجينات ليست السبب الرئيسي وراء الفروقات الصحية
كشفت الدراسة، التي أُجريت في جامعة "كوين ماري" بلندن، ونُشرت في مجلة Nature Communications، عن أن تأثير نمط الحياة على الصحة أكثر وضوحًا من تأثير الجينات.
فمن بين أكثر من 6,000 بروتين تمت دراستها لدى 56,000 شخص، لوحظ اختلاف واضح في حوالي 100 بروتين فقط بين الرجال والنساء، ما يعني أن باقي الفروقات الصحية ترتبط بعوامل أخرى، أبرزها نمط الحياة.
وقالت البروفيسورة كلوديا لانجنبرج، الباحثة الرئيسية بالدراسة:
"الصحة ليست مرتبطة بالبنية البيولوجية وحدها، بل تتأثر بالعوامل الاجتماعية والسلوكيات اليومية بشكل كبير."
أبرز العوامل الاجتماعية المؤثرة على الصحة
توضح الدراسة أن تأثير نمط الحياة على الصحة يشمل مجموعة من العوامل غير البيولوجية التي تحدد احتمالية الإصابة بالأمراض، أبرزها:
البيئة المحيطة وظروف المعيشة.
نوع العمل والضغوط اليومية.
مستوى التعليم والتحصيل الدراسي.
الحالة الاقتصادية والاجتماعية.
السلوكيات اليومية مثل التغذية والنشاط البدني.
كل هذه العوامل تُسهم في زيادة أو تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، الاضطرابات النفسية، والأمراض المزمنة الأخرى.
الطب الدقيق يحتاج لتكامل العوامل الاجتماعية
أكدت البروفيسورة لانجنبرج أن الطب الدقيق أو ما يُعرف بالطب الشخصي، الذي يعتمد على المعلومات الجينية، لا يحقق نتائج فعالة إذا تجاهل تأثير نمط الحياة على الصحة، مشددة على ضرورة دمج العوامل البيئية والاجتماعية ضمن استراتيجيات الوقاية والعلاج لتحقيق نتائج صحية عادلة وشاملة.
وأضافت:
"برامج الرعاية الصحية يجب أن تراعي الفوارق الاجتماعية لضمان وصول الجميع إلى العلاج بشكل متساوٍ."
أهمية وعي المجتمع بتأثير نمط الحياة على الصحة
توضح نتائج الدراسة أن تحسين صحة الرجال والنساء يتطلب التركيز على تأثير نمط الحياة على الصحة، من خلال:
التوعية بأهمية التغذية الصحية والنشاط البدني.
تحسين البيئة المحيطة وظروف العمل.
توفير فرص متكافئة للتعليم والرعاية الصحية.
تعزيز الصحة النفسية عبر برامج مجتمعية فعالة.
فقط من خلال هذا التوجه الشامل يمكن تقليل الفجوة الصحية بين الجنسين وتحقيق مجتمعات أكثر صحة واستدامة.