عاجل

الرئيس السيسي لشعب مصر: أنتم السند الحقيقي وتخفيف الأعباء عنكم أولوية قصوى

ارشيفية
ارشيفية

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة موجهة إلى جموع الشعب المصري، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو، والتي فيها أرسل الرئيس العديد من الرسائل التي تهم الشأنين الداخلي والعالمي، وجاء ضمنها رسالة إلى أبناء الوطن. 

وقال الرئيس السيسي في كلمته رسالة موجهة إلى أبناء مصر: «أبناء الوطن الأوفياء، أنتم السند الحقيقي، والدرع الحامي، والقلب النابض لهذا الوطن، وقوة مصر ليست في سلاحها وحده، بل في وعيكم، وفي تماسك صفوفكم، وفي رفضكم لكل دعوات الإحباط والفرقة والكراهية»

وأكمل الرئيس قائلًا: «نعم، الأعباء ثقيلة، والتحديات جسيمة، ولكننا لا ننحني إلا لله "سبحانه وتعالى"، ولن نحيد عن طموحاتنا في وطنٍ كريم»

وأضاف الرئيس في رسالته إلى أبناء الوطن: «أشعر بكم وأؤكد لكم، أن تخفيف الأعباء عن كاهلكم، هو أولوية قصوى للدولة، خاصةً في ظل هذه الأوضاع الملتهبة المحيطة بنا»

ثورة 30 يونيو 

وجاءت كلمة الرئيس السيسي في مناسبة الاحتفال بثورة الثلاثين من يونيو 2013، والتي تُعد إحدى أبرز المحطات في تاريخ مصر الحديث، حيث مثّلت نقطة تحول جوهرية في المشهد السياسي والاجتماعي للبلاد. جاءت هذه الثورة استجابة لمطالب شعبية واسعة النطاق، عكست رغبة المصريين في استعادة مسار دولتهم وتحقيق تطلعاتهم نحو الاستقرار والتنمية.

خلفية الأحداث: عام من التوتر

سبقت ثورة 30 يونيو فترة من الاضطرابات والتحديات الكبيرة، بدأت منذ وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، شهد هذا العام تزايدًا في الاستقطاب السياسي والاجتماعي، وتدهورًا في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. 

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة آنذاك بسبب ما وصفه كثيرون بمحاولات "أخونة الدولة" وتهميش القوى السياسية الأخرى، بالإضافة إلى فشلها في معالجة المشكلات الاقتصادية المتفاقمة. بلغت حالة الاستياء ذروتها مع إصدار الإعلان الدستوري المكمل في نوفمبر 2012، والذي منحه الرئيس صلاحيات واسعة، مما أثار مخاوف من التفرد بالسلطة.

الحراك الشعبي: مليونيات 30 يونيو

مع بداية عام 2013، بدأت تتشكل حركات معارضة شعبية، كان أبرزها حركة "تمرد" التي دعت لسحب الثقة من الرئيس وتوقع جمع توقيعات بالملايين لتحقيق هذا الهدف. 

بلغت الدعوات للتظاهر ضد النظام أوجها في 30 يونيو 2013، حيث خرجت ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في جميع أنحاء البلاد، في مشهد غير مسبوق من حيث الكثافة والتنوع الشعبي. طالبت هذه الحشود برحيل النظام الحاكم وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

تدخل القوات المسلحة وخارطة الطريق

أمام هذا الحراك الجماهيري غير المسبوق، تدخلت القوات المسلحة المصرية، ممثلة في الفريق أول عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع آنذاك)، استجابة لمطالب الشعب وحفاظًا على الأمن القومي. 

في 3 يوليو 2013، أعلن السيسي خارطة طريق للمستقبل، تضمنت تعطيل العمل بالدستور، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وتشكيل حكومة كفاءات، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.

تداعيات الثورة: نحو الجمهورية الجديدة

عقب 30 يونيو، دخلت مصر مرحلة انتقالية تخللها تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، خاصة في مواجهة أعمال العنف والإرهاب التي تصاعدت. ومع ذلك، بدأت الدولة في اتخاذ خطوات جادة نحو بناء "الجمهورية الجديدة"، من خلال إطلاق مشروعات تنموية ضخمة في كافة القطاعات، وتحسين البنية التحتية، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية بهدف تحقيق الاستقرار والنمو. 

ورغم التحديات المستمرة، تظل ثورة 30 يونيو محفورة في الذاكرة المصرية كرمز لإرادة شعبية قوية قادرة على تحديد مصيرها.

تم نسخ الرابط