محلل سياسي: العلاقة الأمريكية الإسرائيلية تخضع لحسابات معقدة (فيديو)

في تحليل سياسي معمق، أكد المحلل مصطفى إبراهيم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لطالما كان متماهياً مع الحكومة اليمينية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن دعمه المطلق لإسرائيل خلال ولايته لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل كان جزءاً من توجه استراتيجي يخدم المصالح المشتركة بين الطرفين.
وأوضح إبراهيم، خلال مداخلة تلفزيونية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ترامب لم يكتفِ بتقديم دعم دبلوماسي وسياسي لإسرائيل، بل عزز موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يقود حكومة يسيطر عليها تيار اليمين المتطرف، عبر قرارات شكلت تحولات تاريخية في العلاقة بين البلدين.
العلاقة الأمريكية الإسرائيلية
وأشار المحلل السياسي إلى أن العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية تقوم على أسس استراتيجية متجذرة، حيث تعتبر إسرائيل حليفاً رئيسياً لواشنطن في المنطقة، لكن ذلك لا يعني منحها تفويضاً مفتوحاً في كل القضايا. فالإدارة الأمريكية، رغم دعمها المستمر، تضع محددات وتوازنات تفرضها مصالحها الإقليمية والدولية.
وأوضح إبراهيم أن الولايات المتحدة، في إطار هذه السياسة، تمارس ضغوطاً على دول عربية، وعلى رأسها السعودية، لدفعها نحو التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي توازن فيه بين التزاماتها تجاه تل أبيب ومصالحها الأوسع على الساحة الدولية، خاصة في ملفات مثل الأزمة الأوكرانية، والتنافس مع الصين، والتطورات في أمريكا اللاتينية.
الدعم السياسي
وفي سياق متصل، كشف إبراهيم أن واشنطن لم تكتفِ بتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي، بل أوفدت شخصيات بارزة، مثل وزير الخزانة ستيفن منوشين، والمبعوث الخاص آدم بولر، إلى إسرائيل، في محاولة للضغط على حكومة نتنياهو بشأن قضايا حساسة، أبرزها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وأضاف أن هذه التحركات تعكس نهجاً أمريكياً يعتمد على توظيف النفوذ لتحقيق أهداف محددة، دون التخلي عن الدور التقليدي كداعم أساسي لإسرائيل.

بموقف ترامب الشخصي
وفيما يتعلق بموقف ترامب الشخصي، أوضح إبراهيم أن الرئيس الأمريكي، رغم انحيازه العلني لإسرائيل، لا يتعامل مع هذا الملف من منطلق أيديولوجي بحت، بل وفقاً لحسابات سياسية ترتبط بمصلحته الشخصية ونهجه القائم على شعار «أمريكا أولاً». فقراراته، وفق إبراهيم، كانت دائماً تصب في خدمة أجندته الداخلية، سواء لكسب تأييد القاعدة اليمينية في الولايات المتحدة أو لتعزيز فرصه السياسية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو أن العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، رغم متانتها، تخضع لحسابات معقدة تتجاوز التحالف التقليدي، حيث تسعى واشنطن للحفاظ على توازن دقيق بين دعمها لإسرائيل وضمان مصالحها الاستراتيجية الأوسع، في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة.