واشنطن بوست تشكك فى قوة الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الأحد، أن اتصالات سرية بين مسئولين إيرانيين، تم اعتراضها مؤخراً، كشفت أن الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران كانت أقل تدميراً مما كانت طهران تتوقع، وفقاً لأربعة مصادر مطلعة.
وبحسب تلك المصادر، أظهرت الاتصالات التي كان م المفترض أن تظل محصورة وسرية وجود شكوك لدى مسؤولين إيرانيين بشأن مدى شمولية وقوة الهجوم، معتبرين أنه لم يكن واسع النطاق كما كانت التقديرات الأولية.
ويأتي هذا التقييم الإيراني يأتي مخالفاً لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جدد تأكيده على أن الهجمات الأمريكية دمرت المنشآت النووية الثلاث بشكل كامل.
ورغم عدم إنكار الإدارة الأمريكية لاعتراض تلك الاتصالات، فإنها رفضت الاستنتاجات المستخلصة منها، إذ قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن "الاعتقاد بأن مسؤولين إيرانيين مجهولين يمكنهم تحديد ما حدث على عمق مئات الأقدام تحت الأنقاض هو أمر سخيف، لقد انتهى برنامجهم النووي".
مدير الطاقة الذرية يقر بعدم تدمير المنشآت النووية
لكن على الجانب الآخر، قدّم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، تقديراً مغايراً، إذ أكد أن الضربات الأمريكية لم تُلحق دماراً كاملاً بالبنية التحتية النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران لا تزال تملك القدرة على استئناف تخصيب اليورانيوم في وقت قصير.
وفي مقابلة مع برنامج Face the Nation على قناة CBS، أوضح جروسي أن إيران لا تزال تمتلك الإمكانات الصناعية والتكنولوجية اللازمة لإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي بسرعة، مشيراً إلى أن الضرر الذي لحق بالمنشآت لم يكن شاملاً.
وجاءت تصريحات جروسي متسقة مع تقييم أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، كانت شبكة CNN قد نقلته، ويُفيد بأن الهجمات الأمريكية لم تُدمّر العناصر الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطّلت أجزاء منه بشكل مؤقت فقط.
وأشار جروسي أشار إلى احتمال اتخاذ إيران خطوات وقائية، تشمل على الأرجح نقل مواد نووية قبل الضربات، قائلاً: "من المنطقي الافتراض أنهم اتخذوا احتياطات، وقد يكون من بينها نقل المواد، لكننا لا نملك تأكيداً دقيقاً حول ذلك".
كما شدد جروسي على ضرورة السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى المواقع الإيرانية، مذكّراً بأن إيران كانت، حتى وقت قريب، تبلغ الوكالة بكافة بياناتها، إلا أن التصعيد العسكري الأخير غيّر هذا الوضع.
وأضاف: "كنا نتمتع بمستوى جيد من الإشراف، لكننا لا نعرف كل شيء، ولا تزال هناك أسئلة معلقة لم يتم الرد عليها، خاصة بعد رصد آثار يورانيوم مخصب في مواقع غير معلنة".