عاجل

5 سنوات من الألم.. طفلة تحارب آثار الحروق والتنمر في الفيوم

الطفلة
الطفلة

في عزبة الخزان بمركز طامية بمحافظة الفيوم، تعيش الطفلة مروة، البالغة من العمر 9 سنوات، مأساة إنسانية تزداد قسوة مع مرور الأيام، حيث تركتها حادثة انفجار اسطوانة غاز منذ خمس سنوات بعلامات حروق بالغة في وجهها ويديها وقدميها وجسدها. الحادث الأليم الذي وقع حين كانت مروة تبلغ من العمر 4 سنوات، لم يتركها وحيدة في معاناة الألم الجسدي فحسب، بل أضاف إليها جرحاً نفسياً عميقاً بسبب التنمر الذي تتعرض له من زملائها وأفراد المجتمع.

الطفلة وولدتها
الطفلة وولدتها

بداية القصة.. انفجار اسطوانة غاز يغير حياة مروة

في يوم مأساوي قبل 5 سنوات، اشتعلت اسطوانة غاز صغيرة في منزل جيران مروة أثناء وجودها مع جدها، مما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص من بينهم الطفلة وجدها الذي توفي لاحقاً بسبب حروق من الدرجة الثالثة. حاول الجميع السيطرة على النيران ولكن الحادث خلف أضراراً بالغة للجسد والنفس.

تقول والدة مروة بصوت يملؤه الحزن:" كنا نجوب المستشفيات ونبذل كل ما نستطيع من أجل إنقاذها، أجرينا لها أكثر من 20 عملية جراحية، وكلها كانت بمثابة بصيص أمل حتى تستعيد جزءاً من مظهرها وصحتها. الآن نحن بحاجة إلى جلسات ليزر تجميلي لفرد الجلد المكرمش في وجهها، وهذا الأمل الأخير الذي نتمسك به."

الطفلة وولدتها 
الطفلة وولدتها 

الألم النفسي والتنمر.. معاناة مروّعة تتضاعف

بالرغم من المعاناة الجسدية، فإن مروة تواجه صعوبة أكبر في التأقلم مع المجتمع بسبب كلمات التنمر التي تصدر من زملائها في المدرسة وأحياناً من الغرباء في المناسبات الاجتماعية. تؤكد والدتها:" كانت تحب المدرسة جداً وتذهب إليها بسعادة، لكنها الآن ترفض الخروج من البيت بسبب الإهانات والعبارات الجارحة التي توجه إليها مثل ‘الثلاجة’ و‘الدولفين’، الأمر الذي يؤثر سلباً على نفسيتها ويجعلها تنعزل عن أصدقائها وحياتها الطبيعية."

الطفلة وولدتها 
الطفلة وولدتها 

حاجتها إلى علاج ضروري وتكلفة تفوق الإمكانيات

يؤكد الأطباء المعالجون أن جلسات الليزر التجميلية ليست رفاهية بل ضرورة طبية لعلاج آثار الحروق، خصوصاً في حالة مروة التي تحتاج إلى جلسات منتظمة لإزالة التشوهات الجلدية وتحسين نوعية حياتها النفسية والجسدية.
لكن تكلفة هذه الجلسات باهظة، في حين تعيش الأسرة تحت خط الفقر، ويعمل والدها بأجرة يومية متواضعة لا تكفي لتغطية نفقات العلاج المستمرة.

نداء للمجتمع والجهات المختصة

تناشد أسرة مروة الجهات الطبية والمؤسسات الإنسانية والحكومية التدخل السريع لتوفير الدعم اللازم لإتمام علاج الطفلة ومساعدتها على استعادة طفولتها المسلوبة.
ويقول أحد الأطباء المعالجين:" العلاج بالليزر ضرورة طبية للحالة، وكلما بدأنا مبكراً تحسنت فرص الاستجابة، ونأمل أن يتم توفير الدعم اللازم في أقرب وقت."

حقوق الطفل في مواجهة التنمر

تظل قصة مروة مثالاً حياً على ضرورة حماية الأطفال من التنمر والألم النفسي، ليس فقط من أجل تحسين صحتهم الجسدية، بل لضمان سلامتهم النفسية وتوفير بيئة صحية تمكنهم من العيش بكرامة وسعادة.

 

تم نسخ الرابط