"مأذون مزيف وزوج هارب".. فتاة بالقليوبية ضحية جريمة تزوير زواج!

في عزبة سعد بيه التابعة لقرية مشتهر بمركز طوخ، تعيش فتاة عشرينية مأساة حقيقية، وكأنها مشهد درامي من مسلسل، لكنها واقع موجع يُسطره الألم والحسرة. سارة محمد محمود، فتاة تبلغ من العمر 21 عامًا، وجدت نفسها ضحية نصب واحتيال باسم الزواج، بعدما تم عقد قرانها على شاب اكتشفت لاحقًا أنه زوج "مزيف"، والمأذون الذي عقد قرانها مجرد "نصاب" لا يملك أي صفة شرعية.
عقد قران كاذب.. وبداية الانهيار
في يوم 25 أكتوبر 2024، احتفلت سارة بعقد قرانها على الشاب أيمن.م.ف، في حضور مأذون يُدعى عصام.أ.م. سارت الأمور بشكل طبيعي وسط فرحة الأهل والجيران، وبدأت حياتها الجديدة، حتى بدأت ملامح الحمل تظهر عليها، وحين طالبت زوجها بتوثيق العلاقة رسميًا استعدادًا لتسجيل المولود، كانت الصدمة الكبرى: الزوج أنكر الزواج، والعقد الذي بين يديها مزور بالكامل!
بلاغ رسمي ضد الزوج والمأذون الوهمي
لم تجد سارة أمامها إلا التوجه إلى مركز شرطة طوخ، وقدمت بلاغًا رسميًا ضد زوجها المزيف والمأذون "السمسار"، بتهمة تزوير عقد الزواج وخداعها، مطالبة بإثبات العلاقة الزوجية وتسجيل الطفل المنتظر.
وتحكي سارة، وعيناها تذرفان الدموع: "كنت بحلم أكون أم.. أعيش في بيت وأسرة وأفرح بولدي، لقيت نفسي مطحونة في كابوس، أنا دلوقتي حامل في شهري الأخير ومش عارفة هولد ابني على اسم مين! هو مالوش ذنب.. لكن أنا ضاع عمري ومستقبلي."
صرخة عائلة.. وقلوب تحترق
والدة سارة، الحاجة عزة حميدة عبد الرحمن، تروي بوجع: "فرحت ببنتي يوم كتب كتابها، وكنت شايفة فيها العروسة اللي هتبني بيتها.. لكن طلع كل شيء كدب في كدب. المأذون طلع نصاب، والجواز ورق مزور، ومرات بتصحى تصرخ من كوابيس بتشوف فيها الولد من غير اسم."
أما والدها، محمد محمود محمد بدوي، سائق، فقال بغضب مكتوم: "أنا راجل بسيط، لكن عايز حق بنتي بالقانون.. اللي حصل ده جريمة كاملة. لازم يتحاسبوا.. بنتي مش لعبة في إيد أي حد."
وشقيقها إسلام محمد، طالب بحق أخته قائلاً: "أناشد كل الجهات الرسمية، وزارة العدل، وزارة الداخلية، والمجلس القومي للمرأة، لازم حد يتحرك، لازم صوت سارة يوصل، ومين يضمن إن مفيش بنات غيرها بيتعرضوا لنفس الكارثة؟"
الجيران: "بنت مؤدبة وشايلة هم أكبر منها"
الجيران في عزبة سعد بيه لا يخفون تعاطفهم مع سارة، وقالت إحدى السيدات: "دي بنت مؤدبة وطيبة، وشايلة هم كبير على كتافها. احنا كلنا واقفين معاها.. واللي حصل فيها مين يرضاه لبنته؟"
وقال أحد الرجال من أبناء القرية: "عايزين نعرف إزاي مأذون يزوّر جواز بالشكل ده؟ فين الرقابة؟ سارة بنتنا ولازم نقف جنبها."
مأساة تتكرر.. وجرس إنذار للمجتمع
القضية التي تشبه تفاصيلها مشاهد سينمائية مأساوية، تفتح الباب أمام جرس إنذار حقيقي بشأن ظاهرة تزوير عقود الزواج وانتشار المأذونين غير الشرعيين، وسط غياب رقابة واضحة، خاصة في المناطق الريفية والقرى، وتبقى سارة، بجنينها الذي لم يرَ النور بعد، تقف أمام واقع قاتم، متشبثة بالأمل والعدالة، حتى تُنصف من ظلم لم ترتكبه.