تناقض ترامب بغزة: دعم علني لوقف النار ورفض دولي عبر «الفيتو» |خاص
تتميز تصربحات ومواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتناقض الواضح تجاه القضايا الدولية والإقليمية، ومنها قضية حرب قطاع غزة، فكثيرا يزعم أنه يسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة الذي استمر أكثر من 20 شهرًا
إلا أن بلاده في جلسات مجلس الأمن الدولي تستخدم حق النقض الفيتو ضد أي مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بحجة أن حركة حماس رفضت وقف الحرب وأن القرار سوف يحمي الحركة ويعطيها شرعية دولية للاستمرار في إدارة القطاع، في تحد واضح للقانون الدولي والإنساني
سر تناقض سياسة ترامب تجاه قطاع غزة
في تصريح خاص لـ نيوز روم، قال الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، علي فوزي، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل، تكشف بالتناقض البنيوي في السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف علي فوزي أن الولايات المتحدة تظهر في العلن حرصها على التهدئة، لكنها في الكواليس تُواصل استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار يطالب بوقف فوري للحرب، حتى لو كان القرار إنسانيًا الطابع، ويهدف لحماية المدنيين فقط.
وأوضح فوزي أن الفيتو الأمريكي لا يعبر عن رفض لوقف القتال بحد ذاته، وإنما يهدف إلى منع أي تدخل دولي قد يقيد يد الاحتلال الإسرائيلي أو يحمّلها مسئولية قانونية عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
الولايات المتحدة لا تمانع في وقف إطلاق النار إذا جاء وفق شروطها
وتابع الباحث أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمانع في وقف إطلاق النار إذا جاء وفق شروطها، لكنّها ترفض أن يتم ذلك بإرادة دولية جامعة تساوي بين الجلاد والضحية، أو تُحد من النفوذ الإسرائيلي في تحديد شكل الحل النهائي.
وختم علي فوزي الباحث في العلاقات العربية والإفريقية بالقول إن هذا التناقض المستمر في الموقف الأمريكي يطعن في مصداقية واشنطن كوسيط نزيه، ويظهر بوضوح أن مصالحها الاستراتيجية لا تزال تنحاز للآلة العسكرية الإسرائيلية، حتى ولو على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.
