ظاهرة العائلات في البرلمان.. مشروع ناجح أم تهديد للتنوع السياسي؟

شهدت الانتخابات السابقة لمجلسي النواب والشيوخ بروز ظاهرة لافتة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية، تمثلت في وجود أكثر من فرد من نفس العائلة داخل المؤسستين التشريعيتين. هذه الظاهرة التي تناقلها الرأي العام وصارت حديث الشارع، تؤكد تكرار وجود روابط عائلية تحت قبة البرلمان، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى تأثيرها على ديمقراطية التمثيل وعلى مبدأ المنافسة السياسية الحرة.
على الرغم من أن هذه الظاهرة لا يمكن وصفها بـ"توريث" السلطة بالمعنى التقليدي للكلمة، إلا أنها ترسم صورة لما يمكن تسميته بـ"مشروع عائلي ناجح"، حيث تتقاطع فيها علاقات الدم مع الخبرة السياسية والنفوذ الحزبي. عادة ما تتوزع المواقع بين أفراد العائلة الواحدة بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، بحيث يشغل الأب أحد المقاعد في مجلس الشيوخ، بينما يشغل الابن أو الابنة مقعدًا في مجلس النواب، أو العكس في بعض الأحيان.


العائلات النيابية: توزيع على مقاعد الغرفتين
تيسير مطر ومحمد تيسير مطر
الأب: تيسير مطر، عضو مجلس الشيوخ، رئيس حزب "إرادة جيل"، أمين عام تحالف الحزاب المصرية يُعرف بمداخلاته القوية في جلسات الشيوخ.
الابن: محمد تيسير مطر، نائب في مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب، وأمين سر لجنة حقوق الإنسان، وله حضور لافت في ملفات الشباب والمجتمع المدني.


بهاء أبو شقة وأميرة أبو شقة
الأب: المستشار بهاء الدين أبو شقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، ورئيس اللجنة التشريعية سابقًا، ورئيس حزب الوفد الأسبق.
الابنة: أميرة أبو شقة، نائبة في مجلس النواب، عن قائمة حزب الوفد، وتعد من أبرز الوجوه القانونية داخل البرلمان.


أحمد محسن وفاطمة أحمد محسن
الأب: أحمد محسن مبارك، عضو بمجلس الشيوخ، وله خلفية إدارية وسياسية في العمل المحلي بمحافظة بني سويف.
الابنة: فاطمة أحمد محسن سليم، نائبة عن محافظة المنيا في مجلس النواب، تُعد من أصغر النواب سنًا، وصوت نسائي شاب في القاعة.


أحمد فؤاد أباظة ويسرا أباظة
الأب: أحمد فؤاد أباظة، نائب بمجلس النواب، رئيس لجنة الشؤون العربية، من أبرز رموز العائلة الأباظية السياسية.
الابنة: الدكتورة يسرا أباظة، عضو مجلس الشيوخ، حاصلة على الدكتوراه في العلوم السياسية، وتشارك بفاعلية في اللجان الاقتصادية.
"سياسة بعصب عائلي"
وجود أفراد من نفس العائلة داخل المجلسين التشريعيين ليس خرقًا للقانون أو عرفًا جديدًا، لكنه يشير إلى قوة التمدد العائلي في المجال السياسي، تأثير النفوذ الحزبي والمجتمعي في حسم الترشيحات، رغبة الأحزاب في الجمع بين الرموز والتجديد بغطاء عائلي موثوق.
وفي بعض الحالات، قد يمنح هذا "التوزيع العائلي" نوعًا من التوازن، حيث ينشط أحدهم في الشيوخ بمناقشات السياسات العامة، بينما يشتبك الآخر في النواب مع التشريعات اليومية والرقابة المباشرة.