جهاد الحرازين: لا مناطق آمنة في غزة.. والاحتلال يستخدم المساعدات "مصائد موت"

أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائم ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، دون تفرقة بين مدني أو نازح. وقال في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز" إن قوات الاحتلال تستهدف كل ما هو فلسطيني، حتى خيام النازحين، في مشهد يُجسد سياسة القتل العشوائي والإبادة الجماعية.
"مناطق آمنة" في غزة
وأوضح جهاد الحرازين أن ما يُروَّج له من وجود "مناطق آمنة" داخل قطاع غزة ليس إلا كذبة كبيرة تمارسها آلة الدعاية الإسرائيلية لتضليل الرأي العام الدولي. وأضاف أن الاحتلال يعلن مناطق بعينها غير آمنة، مثل جباليا، حي الزيتون، حي التفاح، وحي الصبرة، بحجة العمليات العسكرية، بينما الواقع يُظهر أن لا مكان آمن في غزة على الإطلاق، لأن القصف الإسرائيلي لا يستثني أي بقعة.
وحول الحديث المتكرر عن قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، اعتبر جهاد الحرازين أن هذه الأحاديث محاولات مخططة لتضليل المجتمع الدولي. وأوضح أن الولايات المتحدة، التي لم تتحمل 12 يومًا من التوتر مع إيران وسارعت للتهدئة، تواصل في المقابل تقديم الغطاء والدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الوحشي على غزة، مما يعكس ازدواجية صارخة في المعايير.
المساعدات تقتل الفلسطينيين
واعتبر جهاد الحرازين أن آلية توزيع المساعدات التي فرضتها إسرائيل والولايات المتحدة ما هي إلا فخاخ قاتلة، تُعرف بين الفلسطينيين بمصائد الموت. وأشار إلى أن هذه الآلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني منذ بدء تنفيذها، نتيجة استهداف نقاط توزيع المساعدات بالقصف أو إطلاق النار المباشر، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدم الحاجة الإنسانية كسلاح إضافي لفرض سيطرته وبث الرعب.
وشدد الدكتور جهاد الحرازين على ضرورة استعادة دور وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية الدولية المعترف بها، بعيدًا عن الأجندات السياسية، حتى تتمكن من أداء دورها في تقديم الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين، كما دعا المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وحاسم لوقف المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن سياسة الاحتلال تعتمد على الإبادة والتجويع كوسائل للحرب، في ظل صمت دولي غير مبرر.

المجتمع الدولي مطالب بكسر صمته
أكد جهاد الحرازين أن استمرار الجرائم الإسرائيلية في غزة هو وصمة عار في جبين الإنسانية، وأن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على المضي قدمًا في جرائمه. وطالب بموقف دولي حازم لوقف هذا العدوان، وإنقاذ ما تبقى من شعب يُقتل مرتين: مرة بالصواريخ، وأخرى بالصمت العالمي.