عاجل

هل التثاؤب عند قراءة القرآن علامة على الحسد؟.. الأزهر ودار الإفتاء يوضحان

التثاؤب عند قراءة
التثاؤب عند قراءة القران

يتساءل كثير من الناس: هل التثاؤب أثناء قراءة القرآن الكريم دليل على وجود حسد أو سحر أو مسّ شيطاني؟ سؤال يتكرر على ألسنة العامة، خاصة في ظل انتشار مقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تربط بين التثاؤب وسقوط الدموع عند سماع أو تلاوة القرآن، وبين الإصابة بالحسد أو تأثر الإنسان بالعين.

 

دار الإفتاء: التثاؤب فعل بشري فطري لا يُلازم الحسد

أكدت دار الإفتاء المصرية أن التثاؤب ليس بالضرورة علامة على وجود حسد، بل هو من الأمور الطبيعية التي ترتبط بحالة الجسد من إرهاق أو فتور أو حتى حالة عصبية أو ضغط نفسي.

وأوضحت الدار أن بعض الأشخاص يربطون بين التثاؤب أثناء قراءة القرآن أو الرقية الشرعية وبين التأثر بالحسد أو المسّ، لكن هذا الربط لا دليل شرعي عليه.

وأضافت:

“قد يتثاءب الإنسان أثناء قراءة القرآن الكريم بسبب تعب أو ضعف تركيز، وليس شرطًا أن يكون هناك حسد أو سحر، فربط التثاؤب تلقائيًّا بهذه الأمور فيه تهويل وخروج عن الاعتدال الشرعي”.

الأزهر الشريف: لا يصح الجزم بعلامات غيبية دون نصوص

من جانبه، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن التثاؤب في ذاته ليس دليلاً قاطعًا على وجود حسد أو عين، وإنما هو سلوك فطري ورد في السنة النبوية، وأن الشيطان يحب التثاؤب لأنه تعبير عن الكسل والغفلة.

وجاء في الحديث الصحيح:

قال النبي ﷺ: “التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع” (رواه البخاري).
وهذا الحديث لا يعني أن التثاؤب علامة على أن الشخص ممسوس أو محسود، بل يعني أن الشيطان يُحب أن يرى الإنسان في حالة فتور وكسل، لا في حالة يقظة وإقبال على العبادة
ولكن مع ذلك لا ننكر وجود الحسد
فالنبي ﷺ حذَّر الأمة من الحسد تحذيرًا صريحًا، وبيَّن أثره الخطير على الدين والنفوس والعلاقات. قال في الحديث الشريف:

“إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”
(رواه أبو داود )

وفي حديث آخر، قال ﷺ:

“لا يجتمع في جوف عبدٍ الإيمان والحسد”
(رواه ابن حبان)

وهذا يدل على أن الحسد من الأخلاق الذميمة التي تتنافى مع الإيمان الصادق، لأنه اعتراض على قسمة الله، ولأن فيه تمني زوال النعمة عن الغير.

ثانيًا: تعامل النبي ﷺ مع الحسد بالوقاية والتحصين

النبي ﷺ لم يكتف بالتحذير من الحسد، بل علمنا كيف نقي أنفسنا وأهلنا منه، وأوصى باستخدام الأدعية والأذكار الشرعية للتحصين، مثل:المعوذتين:

قال ﷺ: “ما تعوّذ الناس بمثلهما: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”
(رواه النسائي وصححه الألباني)

ثالثًا: ماذا كان يفعل النبي ﷺ مع الحسن والحسين؟

كان النبي ﷺ يُولي الحسن والحسين عناية خاصة، ويخشى عليهما من العين والحسد، فكان يُرقيهما دائمًا، ويدعو لهما بالتحصين.

قال ابن عباس رضي الله عنهما:

“كان النبي ﷺ يُعَوِّذُ الحسن والحسين، ويقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة”
(رواه البخاري)
ومعنى “عين لامة”: أي مؤذية، تصيب وتؤلم، وهي العين الحاسدة.

فهذا الحديث يدل بوضوح على أن النبي ﷺ كان يعرف خطر الحسد، ويُعالج ذلك بالرقية الشرعية والتحصين بالأذكار، وعلَّمنا أن نفعل ذلك لأبنائنا وأحبائنا

تم نسخ الرابط