مصر ضمن أكبر منتجي العنب عالميًا.. وتستهدف توسيع صادراتها للأسواق الأوروبية

من واحات النوبارية إلى كروم الفيوم وسهول المنيا، تواصل مصر تثبيت أقدامها بقوة على خريطة الزراعة العالمية، بوصفها واحدة من كبار منتجي العنب في العالم. ففي وقت تتسابق فيه الدول نحو تصدير الفاكهة الطازجة، تبرز مصر في المرتبة السادسة عالميًا بإنتاج يفوق 1.5 مليون طن سنويًا، مما يعكس طفرة نوعية في منظومة الإنتاج الزراعي والتصدير.
ولا يقتصر نجاح العنب المصري على كميات الإنتاج فحسب، بل يمتد ليشمل تنوع الأصناف، وجودة المحصول، والتوسع في زراعته بمناطق جديدة، ما يمنحه فرصة قوية لاختراق أسواق كبرى مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية. وبين تحديات الإنتاج وتكاليفه، وسعي الدولة والمزارعين لتطبيق تقنيات زراعية حديثة، يظل العنب المصري قصة نجاح متجددة تتطلع نحو المزيد من التوسع والنمو على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في السياق، أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد، رئيس الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، أن مصر تحتل المرتبة السادسة عالميًا في إنتاج العنب، بإجمالي إنتاج سنوي يبلغ نحو 1.5 مليون طن، ما يعادل 6% من الإنتاج العالمي، مشيرًا إلى أن العنب يُعد ثاني أكثر محاصيل الفاكهة زراعة بعد الموالح، حيث يشغل 20% من إجمالي المساحة المزروعة بالفاكهة.
وأوضح أبو اليزيد في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن زراعة العنب تنتشر في عدد من المناطق الحيوية، أبرزها الساحل الشمالي، ووادي النطرون، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، والبحيرة، مشيرًا إلى تنوع الأصناف المزروعة ما بين البناتي، والأحمر، والأخضر. وأضاف أن المساحة المزروعة بالعنب تبلغ نحو 200 ألف فدان، منها 180 ألف فدان منتجة، بإجمالي إنتاج يُقدر بـ 1.8 مليون طن.

وأشار إلى أن صادرات مصر من العنب بلغت نحو 157 ألف طن، بقيمة تقترب من 292 مليون دولار، وتستحوذ الأسواق الأوروبية والشرق الأوسط على النصيب الأكبر من تلك الصادرات، لا سيما فرنسا، وألمانيا، والسعودية.
من جانبه، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن المناخ المصري يُعد مثاليًا لزراعة العنب، بفضل الشتاء المعتدل والصيف الحار وعدد الأيام المشمسة طوال العام، وهي ظروف ملائمة لنمو كروم العنب.
ولفت أبو صدام إلى أن مصر تعتمد على تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، لتحقيق أعلى معدلات الإنتاج، مؤكدًا أن منطقة النوبارية تُمثل نحو 65% من إجمالي إنتاج العنب في الأراضي المستصلحة. وتابع أن إنتاجية الفدان تتراوح بين 2 إلى 13 طنًا، وفقًا لنوع العنب وظروف الزراعة.

وتواصل الشركات المصرية توسعها في زراعة العنب، مستفيدة من القيمة التصديرية العالية للمحصول، وسهولة توافر المياه في مناطق الإنتاج، إلى جانب تبني ممارسات زراعية متطورة تضمن تحسين جودة الغلة، وتمديد فترة صلاحية المحصول، خصوصًا للأصناف المتوسطة والمتأخرة.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن كبار المزارعين يسعون بانتظام إلى اختبار أصناف جديدة تتناسب مع نوعية التربة والظروف المناخية المحلية، كما يحرصون على الالتزام الكامل بمعايير ومتطلبات الأسواق الأوروبية والمملكة المتحدة، لضمان استمرارية التصدير التنافسي.
ورغم النمو المستمر في الصادرات، أكد أبو صدام أن القطاع يواجه عدة تحديات، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل الأسمدة والعمالة، إلى جانب التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية، وتذبذب أسعار النقل البحري، ما يُضعف تنافسية بعض الصفقات التصديرية.
في المقابل، أشار إلى وجود فرص واعدة للتوسع في الأسواق الدولية، من خلال فتح أسواق جديدة وتحسين نظم التعبئة والتخزين، بما يسهم في رفع جودة المنتج وتمديد عمره أثناء النقل. ولفت إلى أن الحكومة المصرية، بالتعاون مع القطاع الخاص، استثمرت في تطوير سلاسل التبريد لتسهيل الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما تم توقيع اتفاقية مع إيطاليا لتفعيل نظام "رول-أون/رول-أوف" لنقل المنتجات الطازجة بين ميناءي دمياط وترييستي.
وفي سياق متصل، أوضحت بيانات وزارة الزراعة الأميركية لموسم 2023-2024، أن مصر تحتل المركز السادس عالميًا في إنتاج عنب المائدة، ضمن قائمة تضم:
1. الصين: 13.5 مليون طن
2. الهند: 2.95 مليون طن
3. تركيا: 1.9 مليون طن
4. البرازيل: 1.75 مليون طن
5. أوزبكستان: 1.7 مليون طن
6. مصر: 1.57 مليون طن
7. الاتحاد الأوروبي: 1.3 مليون طن
8. الولايات المتحدة: 878 ألف طن
9. بيرو: 776 ألف طن
10. تشيلي: 775 ألف طن