عاجل

جنود الحدائق المجهولون في السويس: "حكاية كفاح يومي تحت الشمس»

جانب من عمل عمال
جانب من عمل عمال الحدائق

في صمتٍ لا يسمعه كثيرون، يعمل العشرات من العاملين بالحدائق العامة في محافظة السويس، والتابعين لجهاز الحدائق والتحميل، تحت أشعة الشمس الحارقة وفي ظروف مناخية صعبة، هم الجنود المجهولون الذين لا يتصدرون عناوين الأخبار، ولكن بفضلهم تظل حدائق المدينة نظيفة، مرتبة، وجاذبة لزوارها، خاصة في ساعات المساء عندما يقصدها الأهالي للفسحة والاستراحة.

عمل يبدأ قبل طلوع الشمس

 

يبدأ يوم هؤلاء العمال في وقت مبكر جدًا ، غالبًا قبل بزوغ الشمس. بل إن العديد منهم يضطر للاستيقاظ قبل صلاة الفجر، من أجل الوصول في الموعد المحدد إلى مواقع عملهم المنتشرة في مختلف أحياء السويس ،  فهم يسكنون في مناطق بعيدة نسبيًا، ويعتمدون على "الورش"، وهي وسيلة نقل جماعية بسيطة تنقلهم إلى أماكن العمل ، هذا يعني أنهم يقطعون يوميًا مسافات طويلة ويواجهون صعوبات الطريق والازدحام.

هذه التنقلات اليومية تُشكل عبئًا بدنيًا وماديًا على العامل، حيث يتحمل تكلفة المواصلات من راتبه المحدود، ما يضيف عبئًا اقتصاديًا فوق جهده البدني في العمل. ورغم ذلك، لا يتأخرون ولا يتكاسلون، بل يبدؤون مهامهم فور وصولهم، بكل التزام وحب للعمل.

تحديات الطقس القاسي

العمل في الحدائق ليس نزهة، فالطقس القاسي يُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه هؤلاء الكادحين. ففي فصل الصيف، يقفون تحت درجات حرارة مرتفعة جدًا، بينما لا يختلف الأمر كثيرًا في الشتاء، حينما يضطرون إلى العمل في البرد القارس. ورغم ذلك، يحرصون على أداء واجبهم بكل أمانة وإخلاص.

وسائل حماية بدائية ولكن فعالة

 

يحاول العمال قدر الإمكان حماية أنفسهم من تقلبات الطقس، فيرتدون الطواقي وأغطية الرأس القماشية البسيطة التي تقيهم من ضربات الشمس ، وبعضهم يستخدم قفازات وكمامات بدائية لتجنب الغبار أو الروائح. وعلى الرغم من بساطة هذه الوسائل، فإنها تُعد خط الدفاع الوحيد لهم أمام طبيعة العمل الشاقة.

رسالة تقدير مستحقة

 

ورغم كل هذا الجهد اليومي، نادرًا ما يلقى هؤلاء العمال التقدير الذي يستحقونه من المجتمع. هم لا يطلبون الكثير، فقط الاحترام، والتقدير، وربما كلمة شكر من زائر يلاحظ جمال الحديقة ونظافتها. فبفضل عملهم، تستمر الحدائق العامة في السويس كمصدر للراحة والبهجة لأهالي المدينة وزوارها

تم نسخ الرابط