يوسف الحسيني: الأزمة في حادثة المنوفية ليست عمالة الأطفال

أكد الإعلامي يوسف الحسيني على ضرورة تعديل الظروف المعيشية التي تجبر الأطفال على العمالة في بلادهم مما أدى إلى حادث المنوفية، ورحيل 19 فتاة من عمر الأطفال من مركز منوف، قائلًا: "الظروف اللي دفعت أهاليهم يخلفوا ٥ و ٦ عيال الظروف والأوضاع دي لازم تتغير".
وكتب يوسف الحسيني على صفحته الشخصية عبر منصة إكس": "في حادثة المنوفية.. هي المشكلة دلوقتي عمالة الأطفال ؟!!!!!، طيب والظروف التي أدت إلى أن الأطفال يشتغلوا بدل ما يتعلموا ويلعبوا ويعيشوا طفولتهم !!.. الظروف اللي دفعت أهاليهم يخلفوا ٥ و ٦ عيال الظروف والأوضاع دي لازم تتغير".
وفي نفس السياق، طالب الإعلامي يوسف الحسيني بمحاسبة المسؤل المقصر في حادث المنوفية، الذي شهد وفاة 19 فتاة من مركز منوف، مشيرًا إلى أنه يجب تطبيق القانون بقوة من قبل الحكومة.
وكتب يوسف الحسيني على صفحته الشخصية عبر منصة "إكس": "قوة الحكومة تظهر لما تبقى بتطبق القانون بمنتهى الحزم على الكبير قبل الصغير، ودولة القانون بتظهر لما المسؤول يتحاسب بجد و حزم على اخطائه".

كان صباحا هادئا في قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية، أصوات الأمهات توقظ بناتهن، وضوء الشمس يزحف ببطء على الطرق الموت، كل شيء بدا طبيعيا في ذلك اليوم، إلى أن تحول اليوم الهادئ إلي تاريخ حزين على كل أهالي المنوفية.
حادث ضحايا المنوفية
في الساعة السابعة صباحا، استقلت 19 فتاة ميكروباصا صغيرا، متجهات إلى عمل يومي شاق في مزارع العنب، كن يخرجن كل يوم من بيوتهن الصامتة، يركضن وراء لقمة حلال تساعد أسرهن في المعيشة أو في تجهيز أنفسهن للزواج أو لإكمال دراستهن، لم تكن هذه المرة مختلفة، هكذا ظن الجميع، أن اليوم سيمر مثلما مرت أيام كثيرة قبله.
لكن الطريق الإقليمي كان في انتظارهن، شاحنة نقل ثقيل، مسرعة بلا رحمة، اصطدمت بسيارة الميكروباص أمام قرية مؤنسة بمركز أشمون، دقائق معدودة كانت كفيلة بتحويل الحلم إلى كابوس، والسيارة إلى تابوت جماعي.

رويدا تلبس الكفن بدل الفستان
رويدا خالد، فتاة تبلغ من العمر 23 عاما، كانت تستعد لحفل زفافها بعد أسبوعين فقط، حيث أنهت دراستها حديثا، وبدأت تعمل لتخفف العبء عن والدها، كانت تحفظ كل قرش، تحلم بيوم ترتدي فيه فستانها الأبيض، وتمشي بين أحبابها عروسا.
لكنها عادت إلى قريتها كفر السنابسة محمولة على الأكتاف، ملفوفة في الكفن الأبيض، بينما خطيبها "أحمد" يبكي بحرقة، يحمل النعش بدلا من يدها، وكانت آخر كلماتها على مواقع التواصل كانت دعاء:أتممت عاما بالخمار.. اللهم ثبتني عليه حتى لقائك، وكأنها كانت تكتب وصيتها.
هدير كانت تريح أمها فارتاحت إلى الأبد
هدير عبدالباسط، 19 عاما، طالبة بمعهد التمريض، غادرت منزلها صباح الجمعة، وقالت لوالدتها: إنتي ريحي النهاردة، وأنا هروح مكانك.. مصاريفي كتير ولازم أساعدك.
كانت هدير مثل كثيرات غيرها، كانت تعرف معنى المسؤولية، وتحلم بمستقبل تنقذ فيه الأرواح كممرضة. لكن لم تكن تعلم أن روحها ستكون أول ما ينتزع في طريق بلا أمان.
فتيات الحلم المكسور
كل واحدة من الضحايا كانت تحمل قصة وحلما لم يحقق بعد، فكانت ميادة تخطط لدخول الجامعة، اية زغلول كانت تحب الرسم وتزين دفاتر صديقاتها، جنى يحيى كانت أصغرهن، تحلم فقط بحذاء جديد، وشيماء، ومروة، وسمر، وسارة، وضحى كلهن وجوه بريئة انتهت فجأة.
وهناك حيث مستشفيات قويسنا والباجور وسرس الليان وأشمون، تكدست الجثامين، الأهالي في ذهول، صراخ الأمهات يخترق جدران الصمت، ولا أحد يعرف ما يقول، فالكلمات لا تصف الألم.

موكب جنائزي مهيب وقلوب مكسورة
خرجت القرى كلها تودع بناتها، لم تكن جنازات متفرقة، بل موكبا جنائزيا طويلا، ففي الصفوف الأمامية، خطيب رويدا يمسك بنعشها، والد هدير يضع يده على قلبه، يتألم في صمت، و الأمهات منهارات، والرجال يبكون كالأطفال، وكأن القدر قرر أن تدفن الأحلام دفعة واحدة.