حادث المنوفية.. مأساة تهز القلوب وتثير الجدل النفسي حول الصدمات الجماعية

في واقعة مأساوية هزت محافظة المنوفية، لقي عدد من الفتيات مصرعهن في حادث أليم أعاد إلى الأذهان صدمات الفقد الفجائي، الحادث المؤلم لم يترك أثرًا جسديًا فقط، بل تسبب أيضًا في آثار نفسية عميقة طالت أسر الضحايا وكل من عايش المأساة، وتزامنًا مع الحزن العام، بدأ الخبراء في تحليل ردود أفعال الأسر نفسيًا واجتماعيًا، وخاصة في حالات الحوادث الجماعية.
استجابة الأهل للحادث تختلف حسب الحالة النفسية والتاريخ المرضي
أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي خلال حديثه مع "نيوز رووم"، أن ردود الفعل تجاه الصدمة تختلف من شخص لآخر، بحسب عوامل متعددة، منها الحالة الصحية والنفسية السابقة، وعدد الأبناء، وكذلك البنية النفسية والاجتماعية للفرد.
وأوضح أن من فقدوا أبناءهم في هذا الحادث المروع تتباين استجابتهم تبعًا لما إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة كالسُّكر، أو مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، حيث إن هذه الحالات تكون أكثر عرضة لتفاقم حالتهم عقب الصدمة.
ليس كل من يتعرض للصدمة يصاب باضطراب نفسي
وأشار فرويز إلى أن الاضطرابات النفسية الناتجة عن الصدمة لا تصيب جميع الأفراد، بل تظهر بشكل أكبر لدى من لديهم تاريخ نفسي مرضي سابق، سواء تم تشخيصه أو لم يتم.
وقال: "ليس كل شخص يتعرض لصدمة يدخل في اضطراب نفسي. هناك من يتجاوزها بصورة طبيعية، خاصة إذا كانت لديه بنية نفسية قوية ودعم اجتماعي جيد".
الدعم الاجتماعي يخفف من أثر الصدمة
وشدد على أن الدعم النفسي من المحيطين والأهل يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف أثر الحادث، موضحًا أن من تحيط بهم شبكة دعم اجتماعية مثل الأصدقاء أو الأقارب، يستطيعون تجاوز الفقد بشكل أسرع مقارنة بمن يعيشون في عزلة.
وأوضح: "هناك من تفقد ابنتها، لكن زوجها أو أختها أو أحد أفراد الأسرة يساندها نفسيًا، ما يساعد في التخفيف من حدة الصدمة. وعلى العكس، هناك من لا تجد أحدًا بجانبها، فتصبح أكثر عرضة للانهيار النفسي".
الحوادث الجماعية أقل تأثيرًا نفسيًا من الفقد الفردي
وأضاف د. جمال فرويز أن الحوادث الجماعية تكون أحيانًا أقل وقعًا نفسيًا على بعض الأفراد مقارنة بالحوادث الفردية، لأن الشعور بالفقد يصبح مشتركًا، مما يخلق نوعًا من الاحتواء المجتمعي الجماعي.
وقال: "حين تفقد أسرة ابنتها ضمن حادث فقد فيه 16 أو 17 شخصًا، فإن الإحساس بالحزن يتم تقاسمه مع آخرين، وهذا يخفف من العبء النفسي ولو جزئيًا، أما في حالة الفقد الفردي، يكون الحمل النفسي بالكامل على الأسرة وحدها".