الدكتور أحمد كريمة: لا يوجد بحث علمي وأتعرض للتشويه بسبب آرائي (فيديو)

أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أن حرية البحث العلمي في الأمور الدينية تكاد تكون غائبة، مشيرًا إلى أنه كلما أدلى بتصريحات على القنوات الفضائية أو ناقش قضايا دينية، يجد نفسه عرضة للهجوم والتشويه من مختلف التيارات الفكرية.
التشويه والهجوم
وخلال لقائه في برنامج "أصعب سؤال"، الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، أوضح كريمة أن هناك أزمة خطيرة تتعلق بغياب حرية البحث العلمي في الأمور الدينية، قائلًا: "عندما أتحدث في القنوات الفضائية وأدلي برأي علمي مستند إلى الفقه والتراث الإسلامي، أجد الأفاعي من العلمانيين والسلفيين والإخوان والدواعش يخرجون للتشويه والسب بدلًا من مناقشة الأفكار بموضوعية."
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لتغيير هذا النهج، وإرساء ثقافة الحوار القائم على الأدلة والبراهين بدلًا من اللجوء إلى الهجوم الشخصي والتخوين، مشددًا على أهمية منح العلماء والمفكرين مساحة من الحرية لطرح آرائهم في إطار النقاش العلمي الرصين.
الرأي والرأي الآخر
وأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إلى أنه لا بد أن يكون هناك مساحة للرأي والرأي الآخر، وليس مجرد الهجوم على المخالفين، مشددًا على أن النقاش العلمي لا يكون بالصراخ والشتائم، بل بالحجة والدليل.
وأضاف: "الإمام الشافعي عندما ذهب إلى العراق والتقى بتلميذه الإمام أحمد بن حنبل، وجد أن الأخير يرى أن تارك الصلاة كافر سواء كان كسلًا أو عمدًا، فدار بينهما حوار علمي قائم على الأدلة الشرعية، وليس مجرد اتهامات أو شتائم."
كفر تارك الصلاة
وأوضح كريمة أن الإمام الشافعي عندما سأل تلميذه أحمد بن حنبل عن حكم تارك الصلاة، أجابه ابن حنبل بأنه كافر. فتابع الشافعي بسؤال آخر: "وكيف يدخل الإسلام؟"، فأجاب ابن حنبل: "بالشهادتين."
وهنا لفت كريمة إلى أن هذا النوع من الحوار هو ما يجب أن يسود في النقاشات الدينية، حيث يعتمد على النقاش بالحجج والأدلة الفقهية، وليس الهجوم والتشويه كما يحدث في كثير من الحالات اليوم.
أزمة الفكر الديني
وأشار الدكتور أحمد كريمة إلى أن غياب البحث العلمي الحر في الأمور الدينية يؤدي إلى تأزيم الفكر الديني وانتشار التشدد والتطرف، سواء من بعض الاتجاهات التي تحاول فرض رؤيتها الدينية دون مناقشة، أو من التيارات التي تحاول الهجوم على الدين دون دراسة علمية.
وأكد أن السبيل للخروج من هذه الأزمة هو العودة إلى المنهج العلمي في مناقشة القضايا الدينية، وإعطاء العلماء حرية البحث دون تخوين أو اتهامات، مشددًا على أن النقد البناء والنقاش القائم على الأدلة هما السبيل الصحيح للوصول إلى الحقائق الشرعية.

حوار علمي هادئ
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور أحمد كريمة على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار الديني القائم على الاحترام المتبادل، بعيدًا عن الاتهامات والتجريح، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية نفسها قامت على الاجتهاد والتفكر، وأنه لا يجوز لأي طرف أن يحتكر الفهم الديني أو يمنع الآخرين من طرح آرائهم.
وأشار إلى أن المجتمع بحاجة إلى التعددية الفكرية في تناول القضايا الدينية، لأن ذلك يثري البحث العلمي ويساعد في الوصول إلى فهم أعمق للأحكام الشرعية، بدلًا من التشدد أو الهجوم الذي يعطل مسيرة الفكر الإسلامي.