عاجل

طبيب نفسي عن مسلسل "فات الميعاد": الأمومة العمياء أخطر من السيطرة المباشرة

صورة من المسلسل
صورة من المسلسل

أثار مسلسل "فات الميعاد"، بطولة أسماء أبو اليزيد، الكثير من النقاشات بعد تناوله جانبًا نفسيًا حساسًا حول الأمومة المفرطة والنرجسية الخفية التي قد تتخفى خلف ستار الحب والشفقة.

أحداث مسلسل فات الميعاد

وفي هذا السياق، علّق الدكتور محمود الوصيفي، أستاذ الطب النفسي، على شخصية "أم مسعد"، مؤكدًا أنها نموذج متكرر وخطير يمر على الكثيرين دون أن يُدركوا حجم تأثيره.

كلمات ناعمة.. بطعم السيطرة

بدأ د. الوصيفي تحليله بسؤال: "عمرك قابلت شخص كلامه عسل بس الطعم مر؟ يبان في صورة الفيلسوف الهادئ الحكيم.. بس من تحت لتحت، بيفرش لك خيوط حرير ناعمة، يتحكم بيها فيك.. من غير صوت عالي، ولا كلمة جارحة".

ووصف هذا النوع من الأشخاص بأنهم يمارسون أخطر أنواع التحكم النفسي غير المباشر، خاصة حين تأتي في هيئة "نصيحة" أو "خوف عليك"، مثل عبارات:"حقك وواجبه.. اللي بين الراجل ومراته زي القبر.. رضاها من رضايا.. هتبقي مطلقة مرتين.. هتعيش في ملك مراتك.. خلي الفلوس للزمن".

"أم مسعد": نموذج الأمومة المتسلطة الخفية

يرى د. الوصيفي أن شخصية "أم مسعد" تمثل مزيجًا بين الأمومة العمياء والنرجسية الناعمة، فهي لا تصرخ، ولا تصدر أوامر، لكنها تحيك شبكة من السيطرة النفسية حول ابنها ومن حوله، من خلال كلمات ناعمة ومواقف محسوبة.

"أم مسعد ست طيبة من بره… لكن من جوه شايلة معادلة صعبة: "حب ابنها أكبر من أي حق… حتى حق مراته.

الحب تبرير والرجولة تسلط

وأضاف أن تلك الشخصية تزرع البرمجة النفسية بهدوء، تربي ابنها ليكون "جلادًا وهو لا يشعر"، وتغلف تحكمها العاطفي في عباءات الشفقة والتضحية، حتى تتحول الأمومة إلى شكل من الابتزاز العاطفي الناعم.

تربية خاطئة صنعت رجلًا مشوّه العاطفة

تُبرز الأحداث أن "عبلة" لم تكن فقط أمًا، بل صانعة لمفاهيم الرجولة المشوّهة في عقل ابنها. حيث برمجته على أن:

  • الرجولة = سيطرة
  • الزوجة = خادمة
  • التضحية = واجب نسائي
  • الاستقلال = تهديد

وهنا يرى د. الوصيفي أن الحب المشوّه قد يُفسد أكثر مما يُصلح، مضيفًا:"عبلة مش شر مطلق ولا خير مطلق… لكنها بتمثل الأم اللي بتحب بطريقة بتأذي، بتفتكر إن السيطرة حنان.. وإن التضحية تذكرة للتملك".

السيطرة بدون أوامر

وصف الوصيفي طريقة تعامل "أم مسعد" بأنها لا تعتمد على فرض الأوامر، بل على زرع الإحساس بالذنب والخوف والواجب، بشكل يجعل من حولها عاجزين عن فهم ما يحدث لهم.

هي مش بتأمر… هي بتزرع

تزرع فيك إحساس إنك غلط لو اختلفت، وإنك أناني لو حاولت تختار نفسك".

وأضاف: "الخطورة إن اللي حواليها، خاصة أولادها، ما بيبقوش شايفين إنها بتؤذيهم… بتمارس عليهم تحكم نفسي بهدوء، بأسلوب يخليك تشك في نفسك".

الحب لا يعني التملك

اختتم د. محمود الوصيفي تحليله برسالة واضحة حول الحب الحقيقي، مؤكدًا أنه لا يعني التملك أو التضحية العمياء، بل الاعتراف بحق الآخر في أن يكون كيانًا مستقلًا.

تم نسخ الرابط