مصطفى عبده: معسكر الأهلي قبل المونديال كان "سايب".. و"الشناوي" يجب أن يستبعد

أدلى مصطفى عبده، نجم النادي الأهلي السابق، وأحد أبرز المحللين الرياضيين في مصر، بتصريحات جريئة ومثيرة للجدل حول الأداء الأخير للفريق في بطولة كأس العالم للأندية، التي أقيمت مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
نتائج مخيبة للآمال
جاءت هذه التصريحات في أعقاب خروج الأهلي من البطولة، باحتلاله المركز الرابع والأخير في مجموعته، محققًا نقطتين فقط من تعادلين أمام إنتر ميامي وبورتو، وهزيمة أمام بالميراس.
رؤية فنية شاملة
تصريحات عبده، التي أدلى بها لقناة "إم بي سي مصر"، ضمن برنامج "الكورة مع فايق"، لم تقتصر على تحليل أداء الفريق في البطولة فحسب، بل امتدت لتشمل رؤيته لمستقبل اللاعبين، وتأثير التغييرات المحتملة على استقرار الفريق وطموحاته القارية.
رفض بيع اللاعبين
وشدد مصطفى عبده على رفضه القاطع لرحيل أي لاعب عن صفوف الأهلي في الوقت الحالي، حتى لو تلقى عروضًا مغرية. وقد ضرب مثلاً باللاعب وسام أبو علي، مؤكدًا أنه، حتى لو وصل عرض بقيمة 20 مليون دولار لضمه، فلا ينبغي للأهلي التفريط فيه. يرى عبده أن استقرار الفريق هو الأولوية القصوى، خاصة بعد فترة من البناء والتجانس بين اللاعبين. وأوضح أن بيع اللاعبين الأساسيين في هذه المرحلة سيفسد التناغم الذي وصل إليه الفريق، وسيقوض طموحاته في الفوز ببطولة دوري أبطال إفريقيا في الموسم المقبل.
أهمية الاستقرار الفني
هذه الرؤية تعكس فهمًا عميقًا لكرة القدم الحديثة، حيث لا يكفي امتلاك لاعبين موهوبين، بل يجب الحفاظ على الانسجام والتفاهم بينهم، لتحقيق النجاحات الكبرى. إن التفريط في العناصر الأساسية، بعد بناء فريق قوي، يمكن أن يؤدي إلى تراجع في الأداء، ويجبر الإدارة على البدء من جديد في عملية البناء، وهو ما قد يكلف النادي الكثير من الوقت والجهد والمال.
انتقادات لاذعة للشناوي
وفي نقطة أثارت الكثير من النقاش، تحدث مصطفى عبده عن مستوى حارس المرمى الأساسي للفريق، محمد الشناوي. على الرغم من تقديره لمكانة الشناوي كحارس كبير، إلا أنه يرى ضرورة أن يجلس على دكة البدلاء لفترة.
استند عبده في رأيه هذا إلى تراجع مستوى الشناوي في المباراتين الأخيرتين في كأس العالم للأندية، بعد أن قدم أداءً مميزًا في مباراة إنتر ميامي. ودعا عبده إلى منح الفرصة لحارسين آخرين، وهما مصطفى شوبير أو سيحا، لإثبات قدراتهما. هذه التصريحات قد تبدو مفاجئة للبعض، خاصة وأن الشناوي يعتبر من الركائز الأساسية للفريق ومنتخب مصر لسنوات طويلة. إلا أن وجهة نظر عبده قد تكون مدفوعة برغبته في ضخ دماء جديدة في بعض المراكز، وتقديم حافز إضافي لجميع اللاعبين، للحفاظ على أعلى مستويات الأداء. كما أن المنافسة الصحية بين اللاعبين في نفس المركز، عادةً ما تكون في صالح الفريق ككل.
نقد للمعسكر والإعداد
لم يكتفِ مصطفى عبده بتحليل أداء اللاعبين والفريق، بل وجه نقدًا لاذعًا للمسؤولين عن معسكر إعداد الأهلي، قبل وأثناء بطولة كأس العالم للأندية. وصف عبده المعسكر بأنه كان "سايبًا"، ولم يكن هناك إعداد جيد للاعبين، مشيرًا إلى أن اللاعبين كانوا مشغولين ببرامج خاصة كل يوم، مما يشير إلى غياب الانضباط والتركيز اللازمين لمعسكر رياضي احترافي.
هذا النقد يعكس أهمية الإعداد البدني والنفسي الجيد قبل البطولات الكبرى، وكيف أن أي قصور في هذا الجانب يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء الفريق. إن تصريحات عبده هنا تسلط الضوء على ضرورة وجود رقابة صارمة على المعسكرات التدريبية، وتوفير بيئة احترافية تضمن تركيز اللاعبين، وجهوزيتهم التامة للمنافسات.
رسائل للإدارة والفريق
تصريحات مصطفى عبده تحمل في طياتها الكثير من الرسائل الموجهة لإدارة النادي، والجهاز الفني، واللاعبين. إنها دعوة صريحة لإعادة تقييم شاملة للوضع الحالي للفريق، واتخاذ قرارات حاسمة لضمان استقرار الفريق وتحقيق طموحاته المستقبلية. فالأهلي، بصفته نادي القرن في إفريقيا، يقع على عاتقه دائمًا مسؤولية تحقيق أفضل النتائج، وإسعاد جماهيره العريضة.
إن التركيز على الحفاظ على القوام الأساسي للفريق، وتوفير منافسة صحية في جميع المراكز، وضمان الإعداد الاحترافي قبل كل بطولة، هي أسس لا غنى عنها لتحقيق النجاح المستدام.
قرارات المرحلة المقبلة
يبقى أن نرى كيف ستتفاعل إدارة الأهلي مع هذه التصريحات، وما إذا كانت ستأخذها بعين الاعتبار في خططها المستقبلية. فالمرحلة المقبلة تتطلب قرارات حكيمة، لضمان عودة الأهلي إلى منصات التتويج، واستعادة هيبته على الصعيدين المحلي والقاري.