هل تنتهي حرب غزة بعد تصاعد الغضب الشعبى فى إسرائيل؟ .. السفيرعاطف سالم يجيب

أكد السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق في إسرائيل، أن ملف وقف إطلاق النار عاد إلى الواجهة مجددًا، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، وفي ضوء الاستنزاف المستمر في حرب غزة.
وأوضح عاطف سالم، خلال برنامج "حديث القاهرة" مع الإعلامية كريمة عوض، المذاع على قناة "القاهرة والناس"، أن هناك أصواتًا داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل باتت تطالب بوضوح بضرورة إنهاء الحرب، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي من استمرار العمليات العسكرية.
هذه حرب مجنونة
وأشار عاطف سالم إلى استطلاعات رأي حديثة أجريت داخل إسرائيل، أظهرت أن نحو 59% من الإسرائيليين يؤيدون وقف العمليات العسكرية مقابل إعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، مما يشير إلى تحول حقيقي في المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي، المنهك أمنيًا ونفسيًا واقتصاديًا.
وكشف عاطف سالم أن أصواتًا من داخل الجيش الإسرائيلي بدأت تعبر عن ضيقها من الحرب، بل ووصفها بعض الجنود بأنها "حرب مجنونة يجب إيقافها فورًا"، هذا التوصيف، يحمل دلالات خطيرة، لأنه يخرج من داخل المؤسسة العسكرية، التي عادةً ما تتسم بالانضباط والدعم التام للقيادة السياسية والعسكرية في أوقات الحرب.
وأكد عاطف سالم أن هذا التمرد الضمني من الجنود يعكس فقدان الثقة في أهداف الحرب وجدواها، خاصة مع فشل تل أبيب حتى الآن في تحقيق مكاسب ميدانية حاسمة، أو القضاء على بنية المقاومة في قطاع غزة.
نتنياهو يحوّل الأزمة
وجه السفير عاطف سالم انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه بأنه يتعامل مع الحرب بمنظور انتخابي بحت، وليس من زاوية الأمن القومي الإسرائيلي، قائًلا: "نتنياهو لا يتصرف كقائد دولة، بل كسياسي يسعى إلى النجاة بنفسه سياسيًا"، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يرى في ملف غزة "إرثًا سياسيًا" يسعى لاستثماره انتخابيًا.
وأضاف عاطف سالم أن نتنياهو يسعى لتأجيل أي اتفاق قد يُنهي الحرب لحين تحقيق مكاسب ميدانية رمزية، تساعده في استمالة الناخبين الإسرائيليين المترددين، قبل أي انتخابات محتملة.
غزة "المنطقة الملعونة"
سلّط عاطف سالم الضوء على نظرة الإسرائيليين التاريخية لقطاع غزة، موضحًا أنها كانت دائمًا توصف في العقل الإسرائيلي بأنها "منطقة ملعونة" لم تتمكن أي حكومة أو جيش إسرائيلي من السيطرة عليها بشكل كامل.
وأشار عاطف سالم إلى أن هذا الاعتقاد المتجذر يخلق حالة من التردد والتوتر في طريقة التعامل مع القطاع، ويدفع نتنياهو نحو محاولات يائسة لفرض سيطرته السياسية عليه رغم التحديات الأمنية الكبيرة.

تسوية قريبة أم تصعيد؟
وفي ختام تصريحاته، ألمح السفير عاطف سالم إلى أن الفرصة قائمة الآن للتوصل إلى تهدئة، لكن الأمر مرهون بمدى قدرة المجتمع الدولي، خصوصًا الولايات المتحدة ومصر وقطر، على فرض صيغة مقبولة لوقف إطلاق النار، تتضمن إعادة الرهائن، وبدء مسار سياسي شامل يعالج جذور النزاع.