الهباش: ما يحدث في غزة حرب شاملة.. والاحتلال يسعى لإفراغ الأرضI فيديو

أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية، وخاصة قطاع غزة، هو عدوان إسرائيلي شامل وممنهج لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية، بل يمتد إلى سياسات التجويع والتهجير القسري، في محاولة واضحة لإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين.
وخلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "حديث القاهرة" مع الإعلامية كريمة عوض على قناة القاهرة والناس، شدد محمود الهباش على أن ما يحدث ليس مجرد تصعيد عسكري، بل حرب حقيقية تستهدف كل مقومات الحياة في غزة، لافتًا إلى أن إسرائيل تسعى لتحويل القضية الفلسطينية إلى عبء إقليمي على مصر والأردن، بهدف تفريغ مسؤوليتها تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
التهجير هدف استراتيجي
وحذر محمود الهباش من خطورة محاولات الاحتلال خلق موجة تهجير جديدة للفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الأردن، معتبرًا ذلك جزءًا من مخطط سياسي يسعى لتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني إلى مجرد أزمة إنسانية إقليمية.
وأوضح محمود الهباش أن هذه السياسة تمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي العربي، محذرًا من الانسياق وراء الرواية الإسرائيلية التي تحاول إخفاء جرائم الاحتلال خلف شعارات زائفة عن الأمن والدفاع.
الدور المصري والقطري
أكد محمود الهباش أن السلطة الوطنية الفلسطينية تُقدّر عاليًا الدور الذي تقوم به كل من مصر وقطر في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هناك ثقة فلسطينية كاملة في هذه التحركات التي تستهدف تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني وفتح الطريق أمام حل سياسي عادل.
وأوضح محمود الهباش أن التحركات الجارية حتى الآن لم تثمر عن اتفاق نهائي لوقف العدوان، مشيرًا إلى أن ما يُطرح في الإعلام من تسريبات حول التهدئة قد يكون بالونات اختبار أو محاولات لقياس ردود الفعل.
لا تهدئة دون وقف العدوان
وقال محمود الهباش إن أولوية القيادة الفلسطينية الآن هي وقف العدوان الإسرائيلي، وضمان بقاء المواطنين في أرضهم وعدم تهجيرهم قسريًا، مشددًا على أن أي اتفاق يجب أن يكون مقدمة لحل سياسي شامل.
وأضاف محمود الهباش: "لا نريد مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار، بل نطالب بحل جذري يقوم على حدود الرابع من يونيو 1967، ويضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله".

كفى صمتًا أمام المأساة
في ختام مداخلته، وجه محمود الهباش نداءً إلى المجتمع الدولي مطالبًا بـ"تحرك فوري وجاد لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة"، متهمًا المجتمع الدولي بـ"الصمت المتواطئ" أمام جرائم الاحتلال المتكررة.
وشدد محمود الهباش: "على العالم أن يدرك أن القضية الفلسطينية ليست ورقة مساومة، بل قضية شعب يناضل من أجل حريته وكرامته، ولن يتخلى عن أرضه مهما كان الثمن".