لعنة "فريق الأحلام" تطارد الأهلي بعد صدمة مونديال الأندية 2025

يحمل تاريخ كرة القدم مسيرة حافلة من قصص "فرق الأحلام" التي جمعت كبار النجوم، قبل أن تصطدم بواقع مرير وفشل في تحقيق الطموحات، لتطارد اللعنة أندية أوروبية عريقة مثل ريال مدريد وباريس سان جيرمان، لينتقل التخوف إلى النادي الأهلي بعدما تعاقد المارد الأحمر مع عددًا من النجوم البارزين، قبل أن تتحول الأحلام إلى خيبة أمل في منافسات كأس العالم للأندية 2025.
تكرار سيناريو الكبار في القلعة الحمراء؟
لطالما كان مفهوم "فريق الأحلام" يثير حماس الجماهير، لكنه غالبًا ما ينتهي بكابوس حقيقي، فبدلًا من السيطرة على الألقاب، تتحول هذه الفرق إلى تجمعات من النجوم غير المتجانسة، مما يؤدي في النهاية إلى تفككها أو الحاجة لإعادة بناء شاملة بالاعتماد على اللاعبين الشباب، هذا التخوف هو ما يعيشه جمهور الأهلي حاليًا.
فمع تأهل الأهلي لكأس العالم للأندية 2025، كثف مجلس إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب جهوده لدعم صفوف الفريق بصفقات "نارية"، بضم نجوم بحجم تريزيجيه وأشرف بن شرقي، وتم خطف أحمد مصطفى زيزو من الغريم التقليدي الزمالك، بالإضافة إلى ضم التونسي محمد بن رمضان وعودة الثنائي حمدي فتحي وأليو ديانج، كل ذلك كان الهدف منه واضحًا وهو الظهور بأفضل صورة ممكنة في المونديال وتحقيق إنجاز تاريخي.
إلا أن مسيرة الأهلي في مونديال الأندية انتهت بشكل مخيب للآمال بخروج الفريق من دور المجموعات بنقطتين فقط، بعد التعادل أمام إنتر ميامي وبورتو البرتغالي والخسارة أمام بالميراس البرازيلي، هذا الأداء الذي جاء بعد كل تلك التعاقدات الكبيرة، أثار تساؤلات جدية حول مدى نجاح استراتيجية "تجميع النجوم" ومدى تأثير "لعنة فريق الأحلام" على القلعة الحمراء.
وتترقب جماهير الأهلي قبل أيام من انطلاق منافسات الموسم الجديد بالكثير من القلق والترقب، متسائلة عن قدرة هذا "الفريق الحالم" على تحقيق طموحاتهم في الدوري والكأس والسوبر المصري، والأهم من ذلك، العودة لمنصة التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا، بعد الخسارة المحبطة للقب في الموسم الماضي بخروج الفريق من نصف النهائي أمام صن داونز الجنوب أفريقي.
دروس من الماضي (الريال وباريس)
وتعد تاريخيا تجارب ريال مدريد وباريس سان جيرمان خير دليل على مخاطر "فرق الأحلام"
ريال مدريد (جيل الجالاكتيكوس 2002): تحت قيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، جمع ريال مدريد "الجيل الذهبي" الذي ضم نجومًا عالميين مثل زين الدين زيدان، الظاهرة البرازيلية رونالدو، ديفيد بيكهام، والمهاجم الإنجليزي مايكل أوين، إلى جانب النجم البرتغالي لويس فيجو، المدفعجي روبرتو كارلوس، والهداف راؤول جونزاليس. بعد كل هذه الأسماء اللامعة، فشل "فريق الأحلام" في بسط سيطرته على أوروبا وتعرض لانتكاسات غير متوقعة. لم تحقق هذه الكوكبة من النجوم طموحات الجماهير، بل على العكس، شهد الفريق تراجعًا في الأداء والنتائج.
باريس سان جيرمان منذ استحواذ الملياردير القطري ناصر الخليفي على ملكية النادي الباريسي، أنفق النادي بسخاء لسنوات وسنوات في التعاقد مع نجوم العالم. كان أبرزهم الجوهرة الفرنسية كيليان مبابي، ثم الصفقة المدوية بضم الساحر البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون دولار في صفقة هزت سوق الانتقالات. ومع مرور المواسم، جاءت "صفقة القرن" بالتعاقد مع أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي بعد نهاية عقده مع برشلونة. اجتمع نجوم العالم في فريق واحد أملًا في التتويج بدوري أبطال أوروبا، إلا أن "اللعنة" أصابت النادي الباريسي بفشل الفريق في الفوز بالتشامبيونزليج. النتيجة كانت رحيل النجوم تدريجيًا: نيمار إلى الدوري السعودي، ميسي بعد موسمين فقط إلى الدوري الأمريكي، ومبابي إلى ريال مدريد.
تظهر هذه التجارب أن مجرد تجميع النجوم لا يضمن النجاح، وأن الانسجام والتوازن والروح الجماعية قد تكون أهم بكثير من الأسماء البراقة. فهل ينجح الأهلي في كسر "لعنة فريق الأحلام" ويُعيد أمجاد القلعة الحمراء، أم يستمر في السير على خطى الفرق التي فشلت في تحقيق طموحاتها الكبرى؟.