تزامنًا مع ثورة 30 يونيو..كيف خلدت الأغاني والأفلام والمسلسلات

في 30 يونيو 2013، خرج ملايين المصريين إلى الشوارع في لحظة فارقة من تاريخ الوطن، معلنين رغبتهم في استعادة هويتهم الوطنية ومسارهم الديمقراطي. ولم تكن الفنون بمعزل عن هذا الحدث، بل كانت رفيقة للميدان وصدى لصوت الجماهير، حيث ولدت أعمال فنية خلدت تلك اللحظة، من أغنيات حماسية إلى أفلام ومسلسلات جسدت الصراع والتحول على مدار الثوارت المختلفة
أولًا: الأغاني الوطنية – صوت الشعب في زمن التغيير
"تسلم الأيادي"
واحدة من أكثر الأغاني الوطنية تأثيرًا في وجدان المصريين، شارك في غنائها نخبة من النجوم على رأسهم حكيم، مصطفى كامل، هشام عباس، إيهاب توفيق وغيرهم، من كلمات وألحان مصطفى كامل. وُجهت كتحية لبطولات الجيش المصري ودور المؤسسة العسكرية في حماية إرادة الشعب.
"بشرة خير"
بصوت حسين الجسمي وكلمات أيمن بهجت قمر، أصبحت الأغنية رمزًا للفرح والأمل، ورافقت المصريين في لحظات التصويت والاحتفال، وحققت مشاهدات غير مسبوقة بمشاهدها الراقصة من مختلف المحافظات.
"تسلم إيدينك"
أطلقها حسين الجسمي أيضًا قبل الثورة، لكنها اكتسبت معنى جديدًا بعدها، خاصة مع احتفالات تحرير سيناء. الأغنية من كلمات نادر عبد الله وألحان وليد سعد، وكانت بمثابة رسالة شكر للجيش المصري.
"تحية للشعب المصري"
حمادة هلال قدّم هذه الأغنية إهداءً لكل من شارك في ثورة 30 يونيو، وكانت بمثابة دعم معنوي للشعب ورجال الأمن، من كلمات وألحان محمد جمعة.
"طوبة فوق طوبة"
غنتها آمال ماهر بكلمات أيمن بهجت قمر وألحان عمرو مصطفى، وعبّرت عن بناء مصر الجديدة بعد الثورة، واكتسبت طابعًا تحفيزيًا.
"يا مصريين"
أغنية أخرى لآمال ماهر، من كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى، تؤكد على وحدة المصريين، وقد حققت نجاحًا دفع عمرو مصطفى لإعادة غنائها بنفسه.
ثانيًا: أفلام الثورة – مرآة الواقع والتاريخ
"بعد الموقعة"
فيلم ليسري نصر الله، شارك في مهرجان كان، تناول أحداث موقعة الجمل وانقسام المجتمع، وكان من أوائل الأفلام التي رصدت تداعيات الثورة.
"18 يوم"
مجموعة أفلام قصيرة أخرجها 10 مخرجين، تسجل مشاهد متنوعة من الثورة. لم يُعرض تجاريًا على نطاق واسع، لكنه نال تقديرًا عالميًا.
"صرخة نملة"
بطولة عمرو عبد الجليل ورانيا يوسف، أخرجه سامح عبد العزيز، ورصد بشكل ساخر انفجار الغضب الشعبي قبيل الثورة.
"نوارة"
قصة فتاة فقيرة تتغير حياتها مع الثورة. بطولة منة شلبي وإخراج هالة خليل، وهو من أبرز الأفلام التي سلطت الضوء على أحلام الطبقة المهمشة بعد 2011.
"حظ سعيد"
كوميديا سوداء من بطولة أحمد عيد، تصور المجتمع قبل وأثناء الثورة، برؤية نقدية لاذعة.
"هي فوضى"
رغم أنه سبق الثورة، لكنه تنبأ بها من خلال شخصية أمين الشرطة المتجبر (خالد صالح). الفيلم من إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف.
"غروب وشروق" و"لا وقت للحب" و"رد قلبي" و"ناصر"
أفلام تعود لعصور سابقة، لكنها عادت للواجهة خلال ثورة يونيو، خاصة في احتفالات الذكرى، لما تحمله من رسائل وطنية ورمزية عن الجيش والدولة.
ثالثًا: الدراما الوطنية – ذاكرة مصورة للبطولة
"الاختيار"
سلسلة وطنية جسدت بطولات الجيش المصري، وخصوصًا شخصية الشهيد أحمد منسي، وأظهرت خلفيات الإرهاب والصراع الأمني
"الزئبق"
بطولة كريم عبد العزيز، مستوحى من ملفات المخابرات المصرية، وحقق نجاحًا واسعًا لما فيه من تجسيد لوطنية الفرد العادي.
لم تكن ثورة 30 يونيو حدثًا سياسيًا فقط، بل لحظة ثقافية أيضًا، كشفت عن التلاحم بين المواطن والفنان، وعن دور الفن في نقل النبض الشعبي وتوثيق الأحداث. من الميكروفون إلى شاشة السينما، ومن دراما التليفزيون إلى قلب الميدان، ظلّت الأغاني والأفلام والمسلسلات مرآة للثورة وصوتًا من أصواتها الخالدة.