لميس الحديدي: دم الغلابة لم يذهب هدرًا.. المحاسبة بحجم الكارثة

أثارت الإعلامية لميس الحديدي موجة واسعة من الغضب والاستنكار خلال تقديمها برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، إثر حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، الذي راح ضحيته 19 شخصًا بين شباب وفتيات، حيث أكدت أن هذا الحادث يسلط الضوء على أزمة متكررة بسبب الإهمال وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لصيانة الطرق الحيوية.
وقالت الحديدي: "في الحوادث الكبيرة لابد أن نعرف من نُحاسب؟ المحاسبة يجب أن تكون بحجم الكارثة التي حدثت، فالدماء التي سالت ليست مجرد أرقام، بل أرواح وقلوب لعائلات فقدت أحبابها." وأضافت أن هناك مسئولية مشتركة تبدأ من السائقين الذين تسببوا في الحادث بسبب القيادة تحت تأثير المخدرات أو الإهمال، لكنها ليست الوحيدة، بل تمتد أيضًا إلى الشركات المسؤولة عن صيانة الطريق والشركات المتعاقدة من الباطن، مؤكدة أن كل طرف يجب أن يتحمل مسؤوليته.
"طريق الموت"
وأشارت الإعلامية إلى أن الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية معروف محليًا باسم "طريق الموت" بسبب تكرار الحوادث المميتة عليه، وأن نواب المنطقة كانوا على علم بهذا الأمر منذ فترة طويلة، متسائلة: "لماذا لم يتحرك النواب والحكومة بشكل جدي قبل وقوع الكارثة؟ ولماذا ظهروا الآن فقط مع اقتراب الانتخابات؟"
واستنكرت لميس غياب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، رغم عقده مؤتمرًا صحفيًا في نفس اليوم، قائلة: "رغم معرفته بحجم الكارثة، لم يظهر أو يتحدث عن الحادث، وهذا أمر يثير استغرابي، رغم أنني أعرف مشاعره جيدًا."
موقف الحكومة
وفيما يخص موقف الحكومة، أكدت الحديدي أن المسؤولين كانوا على دراية بأن الطريق من الطرق الخطرة التي تحتاج لصيانة عاجلة، لكنها لم تحظ بالأولوية المناسبة على الرغم من ذلك، مؤكدة أن حياة المواطنين فوق كل اعتبار، وأولى بالاهتمام من بعض المشاريع غير المجدية التي أنفقت عليها أموال طائلة.
المحاسبة الشاملة والشفافة
وأوضحت أن حادث الأمس لا يمكن أن يُمرر كما حدث في حوادث مماثلة سابقة مثل حادث سائق المعدية أو انفجار خط أنابيب الغاز في أكتوبر، مشددة على أن المحاسبة الشاملة والشفافة هي السبيل الوحيد لمنع تكرار هذه المآسي.
وعن توجيهات القيادة السياسية، أشادت لميس بالتدخل السريع للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أمر برفع قيمة التعويضات لأسر الضحايا وأكد على ضرورة صيانة الطريق بشكل عاجل، معتبرة ذلك رسالة واضحة من القيادة بأن الوضع الراهن لا يمكن استمراره وأن هناك نية جادة لمعالجة الأمر.
واختتمت لميس حديثها بنداء للمسؤولين: "الناس تنتظر أن ترى المحاسبة الحقيقية، ليس فقط لكي يطوى هذا الملف، بل لكي يشعر كل مواطن أن حياته ليست رخيصة وأن دماء الغلابة لن تضيع هدراً."