الحاجة فاطمة الزهراء.. رحلة كفاح بدأت بالشقاء وانتهت بالنجاح

قالت الحاجة فاطمة الزهراء: "أنا شقيانة من زمان، وشقيت كتير أوي، لكن عمري ما استسلمت، والنهارده فخورة بكل خطوة مشيتها."
في حي السيدة زينب العريق، وُلدت فاطمة، ولم تكن تعلم أن الأيام ستأخذها إلى طنطا، حيث ستبدأ رحلة كفاح طويلة. تزوجت وانتقلت مع زوجها، لكن الحياة لم تمهلها طويلًا، فقد رحل زوجها فجأة، تاركًا لها مسؤولية تربية الأبناء وحدها. لم يكن أمامها خيار سوى مواجهة الحياة بكل قوة، فعملت في مجالات متعددة لتأمين مستقبل أبنائها.
في البداية، التحقت بسلك التدريس، حيث عملت معلمة، لكنها لم تشعر بأن هذا هو شغفها الحقيقي. ومع مرور الوقت، قررت أن تتبع قلبها وتبدأ مشروعًا صغيرًا في مجال العجن والخبز، الذي طالما أحبته.
"كنت ببدأ يومي من الفجر، بعجن وأخبز بإيدي، وحطيت كل خبرتي وحبي في كل رغيف"، هكذا تحكي الحاجة فاطمة عن بدايتها. بدأت مشروعها من منزلها، ومع مرور الأيام، أصبح اسمها معروفًا بجودة ما تقدمه، فالتف الناس حولها، ليس فقط لجودة خبزها، بل لحبها وإخلاصها في عملها.
ورغم مرور 15 عامًا، وكبر أبنائها وتخرجهم، لم تتخلَّ عن مهنتها، بل ازدادت تمسكًا بها. "مهنتي دي مش بس شغل، دي حياتي وسر سعادتي"، تقول الحاجة فاطمة بفخر.
قصة الحاجة فاطمة الزهراء ليست مجرد حكاية عن امرأة كافحت، بل هي مثال حي على أن الشقاء والمثابرة يمكن أن يتحولا إلى نجاح وفخر، وأن الإصرار قادر على صنع المستحيل.