رينارد يكشف عن استراتيجية السعودية في الكأس الذهبية

أكد الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، على أن المواجهة المرتقبة أمام المكسيك في دور الثمانية من بطولة الكأس الذهبية، التي ينظمها اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف"، لن تكون مهمة سهلة على الإطلاق. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المدرب المخضرم قبل ساعات من اللقاء المنتظر، الذي سيجمع "الصقور الخضر" بنظيرهم المكسيكي صباح الأحد، بحثًا عن مقعد في المربع الذهبي للبطولة.
وشدد رينارد على نقطة محورية، ألا وهي أن التشكيلة الحالية للمنتخب السعودي الذي يدربه في هذه البطولة "مختلفة تمامًا" عن اللاعبين الذين أشرف عليهم في كأس العالم 2022. هذه التصريحات تضع إطارًا جديدًا لفهم طموحات المنتخب في الكأس الذهبية، بعيدًا عن أي مقارنات غير واقعية مع الماضي القريب.
طموح تدريجي وبناء للمستقبل:
عقب سؤاله عن تصريحه السابق بأن المنتخب السعودي قد حقق هدفه الأساسي بالتأهل من دور المجموعات، أوضح المدرب الفرنسي رؤيته المرحلية قائلاً: "قلت إن التأهل هو الهدف الأول، وليس الهدف النهائي. ومن غير المنطقي القدوم للبطولة والقول إنك ستحققها من البداية." هذا التصريح يعكس منهجية رينارد في التعامل مع البطولات؛ وهي تقسيمها إلى مراحل والتركيز على كل خطوة على حدة.
وتابع المدرب الفرنسي حديثه، مؤكداً أن فريقه الآن في "مرحلة مختلفة من البطولة". ورغم إقراره بصعوبة المواجهة المقبلة، إلا أنه أبدى ثقته في استعدادات فريقه، مشيراً إلى أن "لدينا تشكيلة مختلفة، واستعدينا للمباراة بشكل جيد، ومباريات دور المجموعات ستجعلنا نظهر بشكل أفضل." هذا التفاؤل مبني على التطور الملحوظ الذي أظهره اللاعبون خلال المباريات السابقة، حيث نجحت السعودية في احتلال المركز الثاني في المجموعة الرابعة، لتضرب موعداً مع المكسيك متصدرة المجموعة الأولى.
فارق الأجيال ومفترق الطرق:
تطرق رينارد إلى مواجهة سابقة مع المكسيك في كأس العالم 2022 بقطر، والتي انتهت بخسارة السعودية 2-1، لكنه سرعان ما أشار إلى الفروقات الجوهرية بين الفريقين آنذاك والتشكيلة الحالية. "لا توجد مقارنة مع كأس العالم. يغيب الكثير من اللاعبين عن الفريق، إنه فريق جديد تمامًا، لأننا على مفترق الطرق بين جيلين."
هذه النقطة تُعد جوهر حديث رينارد، فهو يعترف بأن العديد من اللاعبين ذوي الخبرة الكبيرة من الجيل السابق إما أنهم لا يشاركون بانتظام في أنديتهم حاليًا، أو أنهم في نهاية مسيرتهم. ومن هنا، تبرز أهمية هذه البطولة كمنصة حاسمة لإعداد الجيل الجديد من اللاعبين السعوديين. واختتم رينارد تصريحه بهذا الشأن بقوله: "ومن المهم أيضًا الاستعداد للمستقبل، لذا فإن هذه البطولة مهمة جدًا بالنسبة لنا."
وبعيداً عن الجانب الفني، علق المدرب الفرنسي على التقارير التي ربطته بتدريب المنتخب المكسيكي بعد مونديال 2022، موضحاً أن ذلك كان نتيجة لعدم ارتباطه بعقد آنذاك وبحثه عن فرص عمل، مؤكداً أن الأمر بات من الماضي الآن. وهكذا، يدخل المنتخب السعودي مواجهة المكسيك ليس فقط من أجل نتيجة مباراة، بل كجزء من مشروع بناء طويل الأمد يسعى من خلاله هيرفي رينارد لإعداد جيل جديد قادر على حمل راية الكرة السعودية في المحافل الدولية مستقبلاً.