لنشر قيم التسامح والتعايش ..«السلام رسالة الإسلام» موضوع خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة المقبلة بجميع مساجد الجمهورية بعنوان: "السلام رسالة الإسلام"، في إطار جهودها المستمرة لنشر قيم التسامح والتعايش، وترسيخ مفاهيم السلم المجتمعي.
وأكدت وزارة الأوقاف أن الإسلام جاء برسالة سلام ورحمة للعالمين، وأن النبي محمد ﷺ كان نموذجًا في دعوته إلى السلم، وتحقيق الأمن في المجتمعات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وتشدد الخطبة على أن السلام ليس مجرد غياب للحروب، بل هو قيمة إنسانية وأخلاقية تنعكس في سلوك الأفراد وتعاملاتهم.
نص الخطبة:
الحَمْدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ البقرة: 208، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وحبيبُه، القائلُ كما في حديثِ ثَوْبان رضي اللهٌ عنه قال: ((كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ((رواه مسلم ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أيُّها المسلمون: ديننا هو دين السلام مع المسلمين بل مع العالم كلِّه لننعمَ في الدنيا ولنسعدَ في الآخرةِ، لنعيشَ حياةً طيبةً وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا ضاعَ فيه السلامُ والراحةُ والاستقرارُ والطمأنينةُ في المجتمعات ، بسببِ الطمعِ والجشعِ والأنانيةِ وحبِّ الذاتِ وعدمِ احترامِ الآخر، ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ العليِّ العظيمِ، فكلُّنَا في حاجةٍ إلى سلامٍ واستقرارٍ ولا يتأتًّى هذا إلّا لأصحابِ النفوسِ الزكيّة الصافية، التي لا تعرفُ سوى طريق الخيرِ والحقِّ، وأصحابِ العقولِ الواعية التي تفهمُ سننَ اللهِ (عزّ وجلّ) في كونهِ،فتؤمنُ بحقِّ التنوعِ والاختلافِ، واحترامِ آدميةِ الإنسانِ كإنسانٍ بغضِّ النظرِ عن دينهِ أو عِرقهِ أو جنسهِ أو لغتهِ أو لونهِ.
الأممَ على اختلافِهَا تحتاجُ إلى السلامِ،فالبشرُ لا يمكنُ لهم الحياةُ في محيطٍ يفتقدُ السلامَ والأمنَ،والأمةُ الإسلاميةُ كغيرِهَا مِن الأممِ تعدُّ السلامَ مِن أهمِّ المطالبِ الأساسيةِ والضروريةِ لوجودِهَا واستمرارِهَا.