محمود شكري: انتعاش البورصات العربية بعد هدوء التوترات الجيوسياسية

أكد محمود شكري، الخبير الاقتصادي، أن مؤشرات البورصات العربية شهدت حالة من الانتعاش الملحوظ خلال الأسبوع الأخير، حيث عادت معظم الأسواق المالية إلى تسجيل مكاسب قوية، في مشهد يعكس تحسنًا تدريجيًا في الثقة الاستثمارية بعد فترة من التذبذب المرتبط بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

وأضاف محمود شكري، في تصريحات لبرنامج "أرقام وأسواق" على قناة أزهري، أن وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل لعب دورًا حاسمًا في تهدئة الأجواء العامة، مما ساعد على عودة الاستثمارات ونمو السيولة بالأسواق.

البورصة المصرية تعوّض 

وأشار محمود شكري إلى أن البورصة المصرية استطاعت أن تحقق مكاسب قوية خلال هذا الأسبوع، بلغت نحو 9%، لتُعوّض بذلك جانبًا كبيرًا من خسائرها السابقة، والتي تكبّدتها بسبب تأثر السوق المحلي بالعوامل الخارجية وعدم استقرار أسعار الصرف.

ويُعتبر محمود شكري هذا الأداء علامة على بداية استعادة المستثمرين المحليين والأجانب لثقتهم في السوق المصرية، لا سيّما بعد الجهود الحكومية لتعزيز بيئة الاستثمار، وتسهيل تدفق الأموال في السوق.

سوق دبي المالي 

ولفت محمود شكري إلى أن سوق دبي المالي كان من أبرز الرابحين على مستوى المنطقة، محققًا أفضل أداء أسبوعي له منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وهو ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا يعكس نجاح الإمارة في جذب رؤوس الأموال، وخصوصًا في قطاعي العقارات والخدمات المالية.

هذا الأداء القوي يعكس بحسب محمود شكري عودة السيولة بشكل فعّال، وتزايد الإقبال من قبل المستثمرين على تكوين مراكز شرائية جديدة، خصوصًا في أسهم الشركات الكبرى ذات العوائد المستقرة.

"تاسي" والزخم الاستثماري

وفي السعودية وفق محمود شكري، صعد المؤشر الرئيسي للسوق المالية "تاسي" بنسبة 0.86% خلال الأسبوع ذاته، مدعومًا بعودة الزخم الاستثماري، لا سيّما من جانب المحافظ الأجنبية والمؤسسات الحكومية.

وتابع محمود شكري: "تجاوز المؤشر حاجز 11,000 نقطة، ما يدل على حالة من التفاؤل النسبي داخل السوق، وتزايد التوقعات باستمرار الأداء الإيجابي خلال الفترة المقبلة، مع تحسّن أسعار النفط واستقرار السياسة النقدية".

أبوظبي يسجل أعلى مستوياته 

أما في الإمارات، أكد محمود شكري، أن مؤشر أبوظبي المالي تواصل صعوده ليسجل أعلى مستوى أسبوعي له منذ بداية عام 2025، مدعومًا بالنشاط الملحوظ في القطاعين العقاري والمصرفي، واللذين شهدا موجة قوية من الطلب في ظل الانتعاش الاقتصادي للإمارة.

ويرى محمود شكري أن الأداء المميز للسوق الإماراتية يعكس مرونة الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى الخطط الحكومية لزيادة الاستثمارات في البنية التحتية والابتكار التكنولوجي، وهو ما يشجع المستثمرين على المضي قدمًا في ضخ المزيد من رؤوس الأموال.

توقعات إيجابية 

اختتم محمود شكري تصريحاته بالتأكيد على أن استقرار الأوضاع السياسية في المنطقة يعد عاملًا حاسمًا في استمرار موجة الصعود الحالية، مضيفًا أن استمرار التهدئة الجيوسياسية، إلى جانب السياسات الاقتصادية التحفيزية، يُعدان من أهم الركائز لتعزيز النمو في الأسواق المالية العربية خلال النصف الثاني من العام الجاري.