منطقة شطا بدمياط تغرق في الظلام والإهمال وتنتظر الإنقاذ

تشهد منطقة شطا بمحافظة دمياط، وتحديداً طريق بورسعيد بجوار نادي الأمل، حالة من التهميش والإهمال الصارخ في البنية التحتية، وسط تجاهل مستمر من الجهات المعنية رغم تكرار الشكاوى والمناشدات من الأهالي.
يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية والمرافق الحيوية، مما حول حياتهم اليومية إلى معاناة متواصلة تبدأ منذ خروجهم من منازلهم وتنتهي بعودتهم إليها وسط ظلام دامس وطين متراكم وانعدام للحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.
طريق مهم خارج حسابات المسؤولين
طريق بورسعيد بجوار نادي الأمل يُعد شرياناً حيوياً يربط عدة مناطق، ويخدم عدداً كبيراً من السكان، فضلاً عن كونه مدخلاً للعديد من المصالح والأنشطة التجارية والخدمية. إلا أن هذا الطريق يعاني من الإهمال التام، فهو غير ممهد، تغطيه الرمال والحفر، ويغيب عنه الرصف الذي يعتبر من أبسط حقوق المواطنين. السير عليه ليلاً أو حتى نهاراً يعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة للأطفال وكبار السن، ناهيك عن السيارات التي تتعرض لأعطال مستمرة نتيجة رداءة الطريق.
الإضاءة.. غائبة تماماً
الإضاءة في تلك المنطقة شبه معدومة. أعمدة الإنارة إن وُجدت، فإما أنها متهالكة، أو لا تعمل إطلاقاً. وفي ظل هذا الظلام الدامس، يعاني السكان من خوف دائم، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، كما تنتشر الحشرات والزواحف، مما يعرضهم لمخاطر صحية إضافية. يقول أحد الأهالي: "بنمشي بالموبايل علشان نشوف الطريق.. الدنيا ضلمة واللي ماشي بالليل معرض يقع أو يتعور ومحدش سائل فينا".
الصرف الصحي.. طرنشات بدائية ومعاناة دائمة
من أبرز المشاكل التي تؤرق الأهالي غياب شبكة صرف صحي حقيقية، مما يدفعهم للاعتماد على "الطرنشات" أو الحفر الامتصاصية البدائية. وهذه الطريقة لا تليق بعام 2025 ولا بمدينة مهمة كمحافظة دمياط. تعاني الأسر من الروائح الكريهة، وانتشار البعوض والحشرات، وتكرار امتلاء هذه الحفر، مما يتسبب في طفح المياه أمام المنازل. بعض الأهالي أكدوا أنهم يضطرون إلى استئجار سيارات لشفط هذه المياه على نفقتهم الخاصة، وهو ما يشكل عبئاً مادياً ثقيلاً عليهم، في وقت يُفترض أن تتولى فيه الدولة أو المحافظة توفير هذه الخدمة الأساسية.
شكاوى بلا استجابة
الأهالي لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل تقدموا بعدة شكاوى إلى المسؤولين سواء في الوحدة المحلية أو عبر القنوات الرسمية مثل بوابة الشكاوى الحكومية، إلا أن الردود غالباً ما تكون وعوداً لا تُنفذ. يقول أحد المواطنين من سكان المنطقة: *"قدمنا شكاوى وخاطبنا المسؤولين كتير.. آخر رد جالنا من سنة، قالوا جاري إدراج المنطقة في خطة التطوير، ولسه ما شفناش حاجة.
غياب الخدمات يعرقل التنمية
هذه المعاناة المتكررة لا تقتصر على الأفراد فقط، بل تؤثر أيضاً على أي خطط مستقبلية لتنمية المنطقة. فالمستثمرون والمحال التجارية يعزفون عن التوسع أو الاستثمار في هذا المكان نتيجة غياب البنية التحتية. كما أن المدارس القريبة تعاني من قلة الإقبال، خاصة أن أولياء الأمور يخشون إرسال أبنائهم إلى مكان بهذه الحالة، خصوصاً في فترات الشتاء التي تتحول فيها الطرق إلى برك من الطين.
يطالب الأهالي بعدة إجراءات عاجلة، من بينها:
1. رصف الطريق وتمهيده بشكل يليق بسكان المنطقة ويسهّل التنقل والحركة.
2. تركيب أعمدة إنارة جديده أو إصلاح القائمة بالفعل، بما يضمن الأمان للسكان.
3. ادراج المنطقة ضمن خطة الصرف الصحي وإنهاء الاعتماد على الطرنشات التي تهدد الصحة العامة.
4. تواجد دوري من مسؤولي الوحدة المحلية ومتابعة حقيقية لمطالب المواطنين.




يطلق أهالي شطا وتحديداً سكان طريق بورسعيد بجوار نادي الأمل نداءً جديداً إلى كل من محافظ دمياط، ورئيس مجلس المدينة، ووزارة التنمية المحلية، بضرورة التدخل العاجل لتحسين أوضاع المنطقة، وعدم الاكتفاء بالوعود. فالمواطنون لا يطلبون رفاهية، بل أبسط حقوقهم: طريق آمن، صرف صحي لائق، إنارة تحميهم من الظلام، ومستوى خدمات يليق بمكانهم كمواطنين مصريين.
في الختام، تبقى منطقة شطا نموذجاً صارخاً لمعاناة تتكرر في أماكن عدة بمصر، حيث يعيش الأهالي بين الحلم بالتطوير وواقع الإهمال، في انتظار قرار حاسم يُعيد إليهم الشعور بالانتماء والأمان والكرامة.