عاجل

وفاة "عم مصطفى" في دار المسنين.. رحل وحيدًا ودفن في مقابر الصدقة

صورة المسن
صورة المسن

في هدوء تام، رحل عم مصطفى، أحد نزلاء دار المسنين، عن عمر تجاوز السبعين، بعد سنوات من الوحدة والحرمان من عائلته. ووسط غياب أبنائه، الذين رفضوا حتى استلام جثمانه، وُري جثمانه الثرى في مقابر الصدقة دون مشيّعين من أقاربه، في مشهد مؤلم يعكس قسوة الوحدة في سنوات العمر الأخيرة.

سنوات الوحدة داخل دار المسنين

دخل عم مصطفى دار المسنين قبل سنوات بعدما انقطعت علاقته بأبنائه—ولدين وبنت—الذين ابتعدوا عنه تمامًا ورفضوا التواصل معه، رغم كبر سنه واحتياجه إلى الدعم والرعاية. وعلى مدار سنوات، عاش الرجل السبعيني داخل الدار يعتمد على نفسه في أبسط أمور الحياة، متكيفًا مع وحدته التي فرضها عليه أقرب الناس إليه.

كان من بين النزلاء الذين يعرفهم الجميع بابتسامته الهادئة وكلماته البسيطة، لكنه ظل يحمل في داخله ألم الفراق وغياب أسرته عنه، حتى في أوقات المرض، حيث لم يكن هناك يد تمتد إليه من عائلته، مكتفيًا برفقة العاملين في الدار وبعض المتطوعين الذين اعتادوا زيارته بين الحين والآخر.

الرحيل دون وداع

في الأيام الأخيرة، تدهورت حالته الصحية، ورغم محاولات إدارة الدار التواصل مع أبنائه لإبلاغهم بحالته الحرجة، لم يبدِ أي منهم اهتمامًا بالحضور أو السؤال عنه. حتى عندما وافته المنية، ورغم المحاولات المتكررة من إدارة الدار لإقناعهم باستلام الجثمان وإتمام مراسم الدفن، جاء ردهم بالرفض القاطع، ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لدفنه في مقابر الصدقة، حيث ودعه عدد قليل من المتطوعين والعاملين في الدار، الذين لم يتمكنوا من إخفاء تأثرهم بالموقف.

دعوات للرحمة ورسائل إنسانية

بعد إعلان خبر وفاته، انتشرت رسائل الدعاء له بالرحمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعاطف واسع من أشخاص لم يعرفوه شخصيًا، لكنهم تأثروا بمصيره المؤلم. وسلطت وفاته الضوء على قضية كبار السن الذين يواجهون الوحدة في دور المسنين، وسط مطالبات بزيادة الوعي بأهمية رعاية الآباء والأمهات في شيخوختهم، وعدم التخلي عنهم في أكثر مراحل حياتهم احتياجًا للدعم الإنساني والعاطفي.

رحل عم مصطفى بصمت، لكن قصته تظل شاهدًا على واقع يحتاج إلى تغيير، حتى لا يتكرر مشهد أب يقضي سنواته الأخيرة في انتظار أبناء لا يأتون، ويغادر الحياة دون وداع من أحب الناس إليه.

تم نسخ الرابط