عاجل

دار الإفتاء تحسم الجدل حول استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام |فيديو

بخاخة الربو
بخاخة الربو

أكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام لا يُفطر، مشددًا على أن المرضى الذين يعانون من مشكلات في التنفس يحتاجون إلى استخدامها بشكل ضروري لاستمرار حياتهم، إذ تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتسهيل عملية التنفس.

هل البخاخة تفطر؟

وخلال حوار أجراه مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع عبر قناة "الناس"، أوضح أمين الفتوى أن الصيام لا يتأثر باستخدام البخاخة حتى لو شعر الصائم بطعمها في الحلق، مستندًا إلى آراء الأطباء الذين أكدوا أن مكونات البخاخة لا تصل إلى الجوف، وإنما تتجه مباشرة إلى الجهاز التنفسي، وبالتالي لا تُعد من المفطرات.

وأشار إلى أن هناك فرقًا بين ما يصل إلى المعدة عن طريق الجهاز الهضمي، وما يدخل عبر الجهاز التنفسي بغرض العلاج، مؤكدًا أن بخاخة الربو تعمل بطريقة مشابهة للبخار الذي يستنشقه الإنسان أثناء الاستحمام أو التواجد في أماكن رطبة، وهو لا يفطر وفقًا لما أجمع عليه الفقهاء.

التيسير ورفع الحرج 

واستشهد الشيخ عبد الرحمن أنور بمبدأ التيسير في الشريعة الإسلامية، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ "سورة الحج: 78"، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يراعي أحوال المكلفين، ولا يكلف الإنسان فوق طاقته، ولهذا يجوز للمريض استخدام بخاخة الربو في نهار رمضان عند الحاجة، ولا يفسد صيامه، كما أنه ليس مطالبًا بالقضاء.

وأوضح أن التخفيف عن المرضى يعد من مقاصد الشريعة، إذ جاءت التكاليف الشرعية بما يناسب قدرة الإنسان، ولذلك فإن المرض عذر شرعي يبيح بعض الرخص، ومنها استخدام الأدوية الضرورية أثناء الصيام، ما دام لا يوجد بديل لها ولا تؤدي إلى دخول الطعام أو الشراب إلى الجوف.

الأولى تجنب البخاخة

ورغم تأكيده على أن البخاخة لا تفطر، أشار أمين الفتوى إلى أنه إذا استطاع الصائم الاستغناء عن استخدامها أثناء النهار دون ضرر، فالأفضل له تجنبها احتياطًا للصيام. لكنه شدد على أن الأمر يعتمد على الحالة الصحية لكل فرد، فلا يجوز تحميل المريض ما لا يطيق أو تعريضه للخطر من أجل الاجتهاد في العبادة، فالإسلام قائم على التيسير وليس التعسير.

أدوية الجهاز التنفسي

وعن الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، أشار الشيخ عبد الرحمن أنور إلى ضرورة التمييز بين الأدوية التي تصل إلى الجوف مباشرة مثل الشراب أو الحقن الغذائية، والتي تعد مفطرة، وبين الأدوية التي تُستخدم عن طريق الاستنشاق مثل البخاخات، والتي لا تفطر، وفقًا لآراء المجامع الفقهية واللجان العلمية المتخصصة في الفتوى.

الإسلام دين رحمة

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام دين رحمة وتيسير، وأن كل الأحكام الشرعية قائمة على تحقيق مصلحة العباد، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا" (رواه البخاري)، مشددًا على أن التكاليف الشرعية لا تأتي بالمشقة، وإنما تراعي ظروف المكلفين وقدراتهم الصحية، وذلك في إطار القاعدة الفقهية "لا ضرر ولا ضرار".

تم نسخ الرابط